في غمرة هذه الصفحات المليئة بالخيوط الساحرة، تنكشف أربع حكايات خرافية، تتجسد كل واحدة منها في إحدى قصور الدوقيات الأربعة العظيمة: فيساليوس، رينزوورث، بارما، ونايتراي. تتحول هذه الحكايات بين الحاضر والماضي والمستقبل، متصلة ببعضها البعض كالعجلة، تسافر هنا وهناك في حلقة لا نهاية لها بين اليوميات والاستثنائيات. داخل هذه الحلقة، ينطلق الأبطال في سباق عندما يأخذون مكانهم فيها.
“سباق الكوكس”: سباق يُجرى داخل دائرة، بأي اتجاه يشاء كل شخص. سباق لا هدف له. من سيكون الفائز؟
تاريخ هذا العمل الفني يعود إلى عام 2011، حيث يقدم لنا لمحة رائعة وغامضة عن عوالم الخيال والمغامرة. العمل يتنوع بين الحقب الزمنية المختلفة، مع إلقاء الضوء على حياة الدوقيات الكبار وتداخلاتهم في هذا السباق الساحر.
يتجلى في هذا العمل الفني العديد من العناصر المشوقة والمثيرة، فهو يجمع بين الحركة والدراما والخيال، محاكياً روح المغامرة بشكل مبتكر. النبلاء يلعبون دوراً بارزاً في هذه الساحة الفنية، حيث يظهرون بشخصياتهم المعقدة والمتداخلة، مما يضيف للرواية طابعاً خاصاً وغنياً.
إن هذا العمل الذي يندرج تحت تصنيف الروايات الخفيفة يعكس تفرداً في استخدامه للزمن والمكان، مما يضفي عليه جاذبية خاصة ويجعل القارئ ينغمس في أحداثه بشغف ودهشة. يبدو أن القصص الأربعة تتداخل وتتشابك كأنها خيوط منسوجة بعناية، تربط بين الواقع اليومي والعوالم الخيالية بشكل لا ينفصم.
في النهاية، يبقى السؤال الحاسم عالقاً في ذهن القارئ، كما في “سباق الكوكس”: من سيكون الفائز؟ وهل حقاً يمكن أن يكون هناك فائز في سباق لا يحمل هدفاً؟ يبدو أن هذا العمل يتحدانا لنغوص في أغواره، متسائلين عن معنى الفوز في سباق الحياة الدائري، حيث يبدو الطريق مفتوحاً للجميع، ولكن بدون وجهة محددة.