“سامبا لشرلوك: رواية أدب الجريمة والغموض في قلب ريو دي جانيرو”
تعودنا في عالم الأدب على استكشاف عقول المحققين العباقرة ومواقع الجريمة الشهيرة، ولكن في “سامبا لشرلوك”، يُقدم لنا الكتّاب جو سواريس وكليفورد إي. لاندرز أعمالًا رائعة تتمحور حول سرقة كمنجة ستراديفاريوس في ريو دي جانيرو عام 1886. يُقدم هذا العمل المثير تحفة فنية تمنحنا لمحة عن عالم ريو دي جانيرو في القرن التاسع عشر، حيث تبدأ الأحداث بسرقة كمنجة لا تقدر بثمن قدمها جلالة الإمبراطور البرازيلي لإحدى عشيقاته الأكثر جاذبية. يبدو الجريمة وكأنها لا تحمل سوى أهمية تافهة، ولكنها تحير السلطات وتُحرج الإمبراطور بشكل كبير.
على إثر اقتراح من النجمة سارة بيرنهارد، التي كانت في جولة تريومفالة في أمريكا الجنوبية، يُستدعى العظيم شرلوك هولمز من لندن لحل القضية. ولكن عندما يصل، تأخذ الأحداث منحنى أسوأ، حيث تهز المدينة سلسلة من جرائم القتل البشعة، ضحيتها جميعها نساء شابات جميلات. في كل حالة، يترك القاتل بطاقته الشخصية: سلك كمان متشابك في شعر السيدة، ويتم تجليد الجثة بطية من الجلد. ينطلق هولمز (والدكتور واطسون، بالطبع) على الفور في مطاردة القاتل، لكن على الرغم من نجاح شرلوك في ابتكار مصطلح “قاتل متسلسل”، لا تُوجِد قدراته الشهيرة في التحقيق بالقضية نفسها: فمغرمًا بسحر الاستوائية ومشاكل الهضم الرائعة، وجاذبية ممثلة شابة جميلة – عندما كان في الثانية والثلاثين، لم يكن بالضرورة خبيرًا جنسيًا – يجد نفسه في ضباب أكثر كثافة مما واجهه في لندن.
وتتميز الرواية بصوت مرعب ولكن مسحور للقاتل نفسه، وهو وحش ذو ذكاء، شر، وشهرة متزايدة. “سامبا لشرلوك” هو من صنع عقل يتمتع بالمعرفة الوفيرة، والذكاء اللاذع، والأسلوب الرائع، وقبل كل شيء، القدرة القوية على التسلية. إنها رواية تأخذنا في رحلة إلى عالم الجريمة والغموض في ريو دي جانيرو، وتجمع بين التفكير الراقي والأسلوب الأدبي الرائع، وتُقدم تجربة فريدة لعشاق الأدب وعشاق الجريمة والتشويق.
“سامبا لشرلوك” تأتي كتحفة أدبية تعكس ذهنًا يمتلك معرفة شاملة، وذكاءً ساطعًا، وأسلوبًا رائعًا، وقدرة هائلة على إثارة الإعجاب.