دواء سافرِس (Saphris) لعلاج الاضطراب الثنائي القطب: الفعالية، التأثيرات الجانبية، والمراجعات من المرضى
يُعد دواء سافرِس (Saphris) أحد الأدوية التي تُستخدم في علاج الاضطراب الثنائي القطب، والذي يُعرف أيضاً بالاكتئاب الهوسي. ينتمي هذا الدواء إلى فئة الأدوية المضادة للذهان، ويتم وصفه بشكل رئيسي لعلاج نوبات الاكتئاب والذهان المرتبطة بالاضطراب الثنائي القطب. يتميز سافرِس بأنه يُعطى عادةً تحت اللسان، مما يساعد في توفير الامتصاص السريع من دون التأثيرات المزعجة المرتبطة بالابتلاع.
ما هو الاضطراب الثنائي القطب؟
الاضطراب الثنائي القطب هو حالة نفسية مزمنة تتميز بتقلبات حادة في المزاج بين فترات من الاكتئاب وفترات أخرى من الهوس أو الاندفاع. قد تكون الأعراض شديدة جداً لدرجة أنها تؤثر على قدرة الشخص على أداء مهامه اليومية. يعاني المرضى المصابون بالاضطراب الثنائي القطب من تقلبات مزاجية مفاجئة من الفرح المفرط إلى الحزن الشديد، مما قد يؤدي إلى سلوكيات غير عقلانية وسوء تقدير للمواقف.
ما هو دواء سافرِس؟
سافرِس هو دواء مضاد للذهان يستخدم بشكل أساسي في علاج نوبات الهوس والاكتئاب المرتبطة بالاضطراب الثنائي القطب. يحتوي على المادة الفعالة آسبيريدون (Asenapine)، التي تساعد في معالجة الأعراض النفسية مثل الهلاوس، والضلالات، والتغيرات المزاجية الحادة. يتم تناوله تحت اللسان ليتم امتصاصه بسرعة، مما يقلل من الحاجة إلى الابتلاع.
فعالية دواء سافرِس في علاج الاضطراب الثنائي القطب
تمت الموافقة على سافرِس من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 15 مارس 2017، بعد إجراء دراسات سريرية أظهرت فعاليته في تخفيف الأعراض المرتبطة بالاضطراب الثنائي القطب. يُقدّر تقييم فعاليته بناءً على تجارب المرضى والمراجعات الطبية بشكل عام بدرجة 7 من 10. هذا التقييم يعكس فاعليته في معالجة الأعراض الأساسية مثل الهوس والاكتئاب، ولكنه لا يخلو من بعض التأثيرات الجانبية التي قد تؤثر على المرضى.
تأثيرات سافرِس الجانبية
على الرغم من فعاليته في علاج الاضطراب الثنائي القطب، قد يسبب سافرِس بعض التأثيرات الجانبية التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
-
التأثيرات العصبية: يعاني بعض المرضى من حالة شبيهة بالتسمم أو الخمول العصبي عند تناول الدواء. قد يشعر البعض وكأنهم في حالة “سكر” أو “زومبي”، مما يسبب لهم صعوبة في التفاعل مع المحيطين بهم.
-
فقدان الدافع الجنسي: من التأثيرات الجانبية الشائعة لسافرِس هو انخفاض الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب، وهي مشكلة مؤرقة للعديد من المرضى الذين يتناولون الدواء لفترات طويلة.
-
مشكلة التواصل والانعزال الاجتماعي: بعض المرضى يلاحظون قلة في التفاعل الاجتماعي أو انخفاض في التحدث والتواصل مع الآخرين، مما يؤثر على حياتهم اليومية.
-
تأثيرات مالية: بالرغم من فعالية سافرِس في العلاج، إلا أن تكلفة الدواء قد تكون مرتفعة نسبياً، مما يمثل عبئاً على بعض المرضى. مع ذلك، يقدم المصنعون بطاقات خصم لتخفيف العبء المالي على المرضى.
المراجعات من المرضى
قدمت إحدى المراجعات التي تم تداولها من قبل أحد المرضى الذين يتناولون سافرِس تجربة واقعية عن تأثيراته على حياة الشخص. تذكر الزوجة في مراجعتها أن زوجها يتناول سافرِس بجرعة 5 ملغ مرتين يومياً لعلاج الاكتئاب الثنائي القطب. في البداية، كان الزوج يعاني من الهلوسة والضلالات، بالإضافة إلى الشعور بالبارانويا (القلق المستمر من الآخرين)، وهذه الأعراض اختفت تدريجياً بعد بدء العلاج بسافرِس. ولكن مع مرور الوقت، لاحظت الزوجة أنه أصبح في حالة شبه غيبوبة، حيث يقل تفاعله ويتصرف كـ”زومبي”، ولا يظهر أي استجابة أو رغبة في التحدث. كما أن رغبة زوجها الجنسية قد انخفضت بشكل ملحوظ، وظهرت مشكلات في القدرة على الانتصاب، مما أثر سلباً على حياتهما الزوجية.
على الرغم من هذه التأثيرات الجانبية، ذكر الزوج أن الحالة الحالية له أفضل من الحالة التي كان يعاني منها سابقاً، حيث كانت الأعراض النفسية أشد تأثيراً. كما أشارت الزوجة إلى أن سافرِس يُعد مكلفاً، لكنه يوفر بطاقة خصم يمكن استخدامها لتقليل التكلفة.
عدد مرات الوصف والانتشار
تم وصف سافرِس للمرضى في عدة حالات من الاضطراب الثنائي القطب، حيث يظهر أنه قد تم وصفه في حوالي 5 مرات وفقاً للمراجعات الطبية، مما يدل على فعاليته نسبياً في علاج الاضطراب. يُوصف هذا الدواء للأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة أو لأولئك الذين لم يحققوا استفادة كافية من الأدوية الأخرى.
الخلاصة
يمكن القول إن دواء سافرِس يُعد خياراً علاجياً فعالاً للعديد من المرضى المصابين بالاضطراب الثنائي القطب، حيث يُسهم في تخفيف الأعراض النفسية مثل الهوس والاكتئاب. ومع ذلك، لا يخلو من بعض التأثيرات الجانبية التي قد تؤثر على نوعية حياة المرضى، مثل الخمول العصبي وفقدان الرغبة الجنسية. يجب على المرضى والأطباء أخذ هذه التأثيرات بعين الاعتبار عند اتخاذ القرار بالعلاج بهذا الدواء. ولحسن الحظ، تقدم الشركات المصنعة برامج خصم لتخفيف العبء المالي على المرضى الذين يحتاجون لهذا العلاج بشكل مستمر.
بينما قد تكون تكلفة الدواء باهظة، فإن فعاليته في تحسن الحالة النفسية للمريض تجعل من سافرِس خياراً ذا قيمة للعديد من المرضى الذين يعانون من الاضطراب الثنائي القطب.