سافرِس لعلاج اضطراب ثنائي القطب

دواء سافرِس (Saphris) لعلاج اضطراب ثنائي القطب: مراجعة شاملة

يُعتبر دواء سافرِس (Saphris) أحد الأدوية التي تُستخدم في معالجة اضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder)، وهو من أدوية مضادات الذهان غير التقليدية. تم تطويره بواسطة شركة “أليغين” (Alkermes) ولاقى اهتمامًا في مجالات العلاج النفسي وعلاج الاضطرابات العقلية. يُصنف هذا الدواء كأحد العلاجات المستخدمة في تقليل الأعراض المرتبطة بالهوس والاكتئاب في الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب المعقد. في هذا المقال، سنلقي نظرة على كيفية عمل سافرِس، فعاليته، آثاره الجانبية، وآراء بعض المرضى حوله.

مقدمة عن اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب هو حالة نفسية تتسم بتقلبات مزاجية شديدة تشمل فترات من الهوس (ارتفاع شديد في المزاج والنشاط) والاكتئاب (هبوط حاد في المزاج والطاقة). يُعاني مرضى هذا الاضطراب من تغييرات حادة في السلوك والمشاعر، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية. يُستخدم العلاج بالأدوية في تقليل هذه التقلبات المزاجية وإعادة الاستقرار إلى الحالة النفسية للمريض.

كيفية عمل دواء سافرِس (Saphris)

يعمل سافرِس (أسبيريدون) بشكل رئيسي على التأثير على المواد الكيميائية في الدماغ، خاصةً الدوبامين والسيروتونين، وهما مركبان كيميائيان يُعتقد أنهما يلعبان دورًا في تنظيم المزاج والسلوك. يُعتقد أن سافرِس يساعد على تقليل الأعراض المتعلقة بالهوس والاكتئاب عن طريق تعديل استجابة الدماغ لهذه المواد الكيميائية.

يُعطى سافرِس بشكل تحت اللسان، ما يعني أن المريض يقوم بوضع الأقراص تحت لسانه لتذويبها بدلاً من بلعها. وتُعتبر هذه الطريقة فعالة لأنها تساعد في امتصاص الدواء بسرعة أكبر مقارنة بالحبوب العادية.

تاريخ الموافقة على الدواء

تمت الموافقة على سافرِس من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 10 أغسطس 2014، وكان ذلك بمثابة خطوة مهمة في علاج اضطرابات الاضطراب الثنائي القطب. منذ ذلك الحين، أصبح سافرِس جزءًا من خيارات العلاج المتاحة للأطباء لعلاج هذه الحالة النفسية المعقدة.

الآثار الجانبية لدواء سافرِس

مثل معظم الأدوية النفسية، يمكن أن يسبب سافرِس بعض الآثار الجانبية التي تختلف من شخص لآخر. ومن بين الآثار الجانبية التي أُبلغ عنها:

• الدوار والارتباك: قد يعاني المرضى من شعور بالدوار أو الارتباك في الأيام الأولى من تناول الدواء. هذا يمكن أن يكون غير مريح للغاية خاصةً للأشخاص الذين يحتاجون إلى مستوى عالٍ من التركيز في حياتهم اليومية.

• الهلاوس وفقدان الذاكرة القصيرة المدى: أحد الآثار الجانبية الخطيرة التي تم الإبلاغ عنها هو حدوث الهلاوس وفقدان الذاكرة القصيرة المدى، الأمر الذي قد يعوق قدرة الشخص على القيام بأنشطته اليومية بشكل طبيعي.

• الغثيان والقيء: قد يشعر بعض المرضى بالغثيان أو القيء في بداية العلاج، خاصةً إذا كانت الجرعة عالية في البداية.

• زيادة الوزن أو تغييرات في الشهية: بعض الأدوية النفسية تسبب تغيرات في الشهية أو زيادة الوزن، وهو ما قد يكون محط قلق بالنسبة لبعض المرضى.

• أعراض قلبية وعصبية: على الرغم من أن هذه الأعراض نادرة، فقد يعاني بعض المرضى من تأثيرات غير متوقعة على الجهاز العصبي أو القلبي، مثل تسارع ضربات القلب أو أعراض مشابهة للأرق.

مراجعة من المرضى

من خلال المراجعات التي تمت على دواء سافرِس من قبل المرضى، يمكننا أن نرى تباينًا في التجارب. هناك من وجدوا أن الدواء كان مفيدًا في تقليل الأعراض المزعجة لاضطراب ثنائي القطب، ولكن في المقابل هناك آخرون أبلغوا عن تجارب سلبية وآثار جانبية غير محتملة.

تذكر إحدى المراجعات:

“تم وصف سافرِس لي لعلاج اضطراب ثنائي القطب. في صباح اليوم التالي بعد الجرعة الأولى قبل النوم، شعرت بعدد من الآثار الجانبية. شعرت بالارتباك، والدوار، والهلاوس، وفقدان الذاكرة القصيرة. نتيجة لهذه الحالة من الارتباك وفقدان الذاكرة، تناولت جرعة مفرطة من الأدوية الأخرى في الصباح، مما أدى إلى تناول جرعة زائدة من أدوية أخرى، بما في ذلك Wellbutrin (بروبريونات)، التي إذا تم تناولها بجرعات أكبر من 300 ملجم، يمكن أن تسبب النوبات.”

هذه التجربة تبين بشكل مؤلم بعض الأضرار التي يمكن أن تحدث بسبب آثار جانبية غير متوقعة. يعكس هذا الأمر ضرورة الحذر الشديد عند بدء العلاج بهذا الدواء والتأكد من متابعة الحالة مع الطبيب بانتظام لتقييم أي آثار جانبية قد تظهر.

فعالية الدواء وتقييمه من قبل المرضى

من حيث الفعالية، يعتبر سافرِس فعالًا في تقليل بعض الأعراض المزعجة لاضطراب ثنائي القطب، مثل الهوس والاكتئاب. ومع ذلك، تجارب بعض المرضى تُظهر أن تأثيراته الجانبية قد تجعل استخدامه أكثر تحديًا من حيث التحمل الشخصي. حصل سافرِس على تقييم عام منخفض من قبل بعض المرضى، حيث تم تقييم فعاليته بدرجة 1 من 5 من بعض المستخدمين الذين عانوا من آثار جانبية شديدة.

رغم ذلك، أشار البعض الآخر إلى أنه كان مفيدًا في تقليل الأعراض الحادة عندما تم استخدامه وفقًا للجرعات الموصى بها. لكن، وبالنظر إلى المراجعات السلبية التي تم الإبلاغ عنها، قد تكون فعاليته مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتحمل الجسم للدواء.

عدد المرات التي تم وصف الدواء فيها

من المثير للاهتمام أن سافرِس قد تم وصفه 23 مرة فقط، وهو ما يعكس عدم شيوع استخدامه على نطاق واسع في بعض البيئات الطبية. هذا العدد يمكن أن يكون منخفضًا مقارنة بالأدوية الأخرى لعلاج اضطراب ثنائي القطب التي تتمتع بقبول أوسع في الأوساط الطبية.

خاتمة

في النهاية، يعد دواء سافرِس خيارًا محتملاً لعلاج اضطراب ثنائي القطب، لكن يجب أن يتم استخدامه بحذر وتحت إشراف طبي دقيق. يمكن أن تكون آثاره الجانبية شديدة في بعض الحالات، كما يتطلب الدواء متابعة منتظمة لضمان فعاليته وتقليل المخاطر المحتملة. وفي ضوء التجارب المتباينة للمرضى، يبدو أن فعاليته تعتمد بشكل كبير على كيفية استجابة الشخص للدواء وقدرته على تحمل آثاره الجانبية.

من الضروري دائمًا أن يتعاون المريض مع طبيبه لتحديد العلاج الأنسب لحالته النفسية مع التأكد من المراقبة المستمرة لضمان استقرار الحالة والتقليل من أي آثار غير مرغوبة.