10 نصائح بسيطة لتقرأ المزيد من الكتب

يُعدّ تطوير عادة القراءة من أهم الخطوات التي يمكن أن يتخذها الفرد نحو الارتقاء الشخصي والفكري. فالقراءة لا تُنمي المخيلة والقدرة على التفكير النقدي فحسب، بل تسهم أيضًا في تعزيز المفردات وتوسيع المدارك وتكوين شخصية مثقفة. ومع ذلك، وفي ظل الانشغال اليومي، والضغوطات المستمرة، وتشتت الانتباه بفعل التكنولوجيا، يجد كثير من الناس صعوبة في تخصيص وقتٍ للقراءة أو المحافظة على انتظامهم في هذه العادة المهمة. لكن الحقيقة أن تحسين معدل قراءتك لا يحتاج إلى تغييرات جذرية أو وقت كبير، بل يمكن تحقيقه من خلال مجموعة من الخطوات الصغيرة والبسيطة التي تُحدث فارقًا عظيمًا على المدى الطويل.

في هذا المقال، سيتم استعراض 10 نصائح عملية ومجربة تساعدك على قراءة المزيد من الكتب دون أن تشعر بالإرهاق أو بالضغط.

1. اجعل القراءة عادة يومية راسخة

من أهم العوامل التي تؤثر على مدى التزام الفرد بالقراءة هو انتظامه فيها. تحويل القراءة من نشاط عرضي إلى عادة يومية يضمن لك الاستمرارية والتقدم. يُنصح بتحديد وقت ثابت كل يوم للقراءة، ويفضل أن يكون هذا الوقت مرتبطًا بروتين يومي مثل ما قبل النوم أو بعد الإفطار. لا يهم عدد الصفحات التي تقرأها يوميًا بقدر ما يهم الالتزام والاستمرارية. حتى عشر دقائق يوميًا يمكن أن تساهم في قراءة عشرات الكتب سنويًا.

2. احمل كتابًا معك أينما ذهبت

من المهم الاستفادة من اللحظات الضائعة خلال اليوم، مثل أوقات الانتظار في العيادات أو التنقل في وسائل المواصلات. وجود كتاب معك باستمرار – سواء ورقيًا أو إلكترونيًا – يمنحك الفرصة لاستغلال هذه الفترات القصيرة بشكل مثمر. مع توفر تطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بالكتب، أصبح بالإمكان تحويل أي وقت فراغ إلى فرصة للقراءة.

3. حدّد أهدافًا قرائية واقعية

التحفيز الذاتي من العوامل الحاسمة في تعزيز القراءة. ولتحقيق ذلك، يُفضل أن تحدد هدفًا سنويًا أو شهريًا، مثل قراءة عدد معين من الكتب. لكن لا بد أن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق وواقعية. على سبيل المثال، يمكن البدء بهدف قراءة كتاب واحد شهريًا، ثم زيادة العدد تدريجيًا حسب القدرة والظروف. تحقيق الأهداف يمنح شعورًا بالإنجاز ويشجع على الاستمرار.

4. اقرأ ما تحب، لا ما يجب أن تُعجب به

كثيرًا ما يقع القارئ في فخ قراءة الكتب “المرموقة” أو التي ينصح بها الآخرون فقط، دون أن تكون من النوع الذي يستمتع به. هذا يؤدي في كثير من الأحيان إلى نفور وفقدان الحماسة. القراءة يجب أن تكون تجربة ممتعة، وليست فرضًا ثقيلًا. لا ضير في قراءة الروايات الخفيفة، أو كتب تطوير الذات، أو أي موضوع يستهويك، فكل قراءة تُثري الروح والعقل بطريقة أو بأخرى.

5. أنشئ بيئة داعمة للقراءة

البيئة من العوامل الأساسية في تكوين العادات. احرص على تخصيص ركن هادئ ومريح للقراءة في منزلك، مع إضاءة جيدة ومكان مناسب للجلوس. حاول تقليل المشتتات في هذا المكان، مثل الهاتف والتلفاز. كلما ارتبط مكان معين بعادة القراءة، أصبح من السهل الدخول في الحالة الذهنية المناسبة عند الجلوس فيه.

6. تابع تقدّمك وسجّل قراءاتك

توثيق ما تقرأ يمكن أن يكون محفزًا كبيرًا. يمكنك استخدام دفتر ملاحظات بسيط، أو تطبيق إلكتروني مثل Goodreads لتسجيل الكتب التي قرأتها، ومتابعة التقدم، وكتابة الملاحظات. هذه العادة تُساعدك على تذكّر محتوى الكتب، وتحفزك حين ترى كمية الكتب التي أنهيتها على مدى الأشهر أو السنوات.

7. لا تتردد في ترك الكتب التي لا تثير اهتمامك

واحدة من أكثر العوائق شيوعًا في وجه القراءة هي الإصرار على إنهاء كتاب لا يثير الاهتمام أو يبدو مملاً. لا توجد قاعدة تلزم القارئ بإنهاء كل كتاب يبدأه. إن التمسك بكتاب غير ممتع يمكن أن يؤدي إلى توقف طويل عن القراءة كليًا. من الأفضل التوقف والانتقال إلى كتاب آخر أكثر جذبًا، فذلك يضمن استمرار عادة القراءة وعدم انقطاعها.

8. خفف من التوقعات المثالية حول القراءة

يعتقد بعض الناس أن القراءة يجب أن تكون طويلة، متواصلة، وبكامل التركيز، وإلا فهي غير مجدية. هذا الاعتقاد غير واقعي وقد يعيق الرغبة في البدء بالقراءة من الأساس. على العكس، يمكن قراءة صفحتين فقط خلال فنجان قهوة، أو فصل واحد فقط قبل النوم. القليل المنتظم خير من الكثير المنقطع. المهم أن تبقى على اتصال مستمر مع الكتاب.

9. استعن بالكتب الصوتية

الكتب الصوتية أصبحت وسيلة فعّالة وعملية للقراءة في العصر الرقمي. يمكن الاستماع إليها أثناء القيادة، أو ممارسة الرياضة، أو القيام بالأعمال المنزلية. هذه الطريقة تفتح المجال لقراءة مضاعفة دون الحاجة إلى التفرغ الكامل، وتُمكّنك من الاستفادة من أوقات لم تكن في السابق مخصصة للقراءة. توجد تطبيقات متعددة توفر مكتبات ضخمة من الكتب الصوتية بلغات مختلفة وجودة عالية.

10. شارك تجربتك مع الآخرين

القراءة تجربة شخصية، لكنها تزداد عمقًا وتأثيرًا عند مشاركتها مع الآخرين. الانضمام إلى نادٍ للقراءة، أو مناقشة الكتب مع الأصدقاء، أو حتى كتابة مراجعات بسيطة على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يعزز شغفك بالقراءة. كما أن رؤية قراء آخرين يتحدثون عن كتبهم المفضلة يمنحك أفكارًا جديدة ويخلق شعورًا بالانتماء إلى مجتمع محب للقراءة.

جدول ملخّص للنصائح

خاتمة

إن تطوير عادة القراءة لا يتطلب معجزات أو وقتًا فائضًا، بل يتطلب التزامًا بسيطًا ومتدرجًا مدعومًا ببعض التعديلات السلوكية والبيئية. كل خطوة صغيرة نحو تعزيز القراءة تؤدي في النهاية إلى رحلة غنية بالمعرفة والنمو الشخصي. فبغضّ النظر عن نوع الكتب التي تقرأها أو السرعة التي تسير بها، فإن المواظبة على القراءة هي استثمار حقيقي في الذات لا يُقدَّر بثمن.

المراجع:

• Newport, Cal. Deep Work: Rules for Focused Success in a Distracted World. Grand Central Publishing, 2016.

• Adler, Mortimer J., and Charles Van Doren. How to Read a Book. Simon and Schuster, 1972.