6 أمور تفعلها في استراحة الغداء تزيد إنتاجيتك عند العمل من المنزل
عندما تعمل من المنزل، قد يكون من السهل الانزلاق إلى حالة من الفوضى أو الانشغال المستمر، خصوصًا عندما تكون الفواصل الزمنية بين المهام غير محددة بوضوح. تُعد استراحة الغداء واحدة من اللحظات الحرجة التي يمكن أن تحدث فيها تغييرات صغيرة تؤثر بشكل كبير على إنتاجيتك اليومية. في بيئة العمل التقليدية، تعتبر استراحات الغداء فرصة للابتعاد عن المكتب، التحدث مع الزملاء، أو حتى الاسترخاء في الخارج. أما في العمل من المنزل، فقد يكون من المغري الاستمرار في العمل أو الاستسلام للإغراءات الأخرى التي قد تقلل من كفاءتك.
لذلك، لا بد من تبني ممارسات ذكية تساهم في تحسين الطاقة الذهنية والجسدية خلال هذه الفترة القصيرة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والتركيز طوال اليوم. نقدم هنا 6 أمور يمكنك فعلها في استراحة الغداء لكي تعزز من إنتاجيتك عند العمل من المنزل.
1. ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة
استراحة الغداء هي فرصة مثالية لتحريك جسمك قليلاً والتخلص من الخمول الذي قد يصيبك بعد ساعات من الجلوس أمام الكمبيوتر. النشاط البدني له فوائد كبيرة على مستوى التركيز والإنتاجية، حيث يساعد على زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز الانتباه ويقلل من الشعور بالتعب أو الإجهاد.
ليس من الضروري أن تكون التمارين شاقة أو طويلة، بل يكفي أن تخصص 10-15 دقيقة لممارسة بعض التمارين الخفيفة مثل المشي داخل المنزل، تمارين تمدد العضلات، أو حتى تمارين التنفس العميق. يمكنك أيضًا تجربة بعض تمارين “اليوغا المكتبية” التي تركز على تقوية عضلات الظهر وتخفيف التوتر الناتج عن الجلوس لفترات طويلة.
من خلال تعزيز الدورة الدموية وتحفيز نشاط الجسم، ستشعر بالانتعاش وتستطيع العودة إلى العمل بكفاءة أكبر. كما أن هذه التمارين تمنحك دفعة من الطاقة تساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة التي قد تواجهها خلال بقية اليوم.
2. الابتعاد عن شاشات الأجهزة الإلكترونية
من المغري كثيرًا أن تظل جالسًا أمام شاشاتك طوال اليوم عندما تعمل من المنزل، خاصة أثناء استراحة الغداء. لكن هذه العادة قد تكون ضارة على المدى الطويل لصحتك البدنية والنفسية. النظر المستمر في شاشات الكمبيوتر أو الهاتف يمكن أن يؤدي إلى إجهاد العينين أو ما يعرف بـ “متلازمة الرؤية الحاسوبية”، والتي تتسبب في شعور بالتعب والصداع.
أفضل خيار في استراحة الغداء هو الابتعاد تمامًا عن شاشات الأجهزة الإلكترونية. استفد من هذه الفرصة للاسترخاء بعيدًا عن الأنظمة الرقمية. حاول أن تخرج إلى الشرفة أو حديقة المنزل لالتقاط بعض الهواء النقي، أو أن تقضي الوقت مع العائلة إذا كان ذلك ممكنًا. حتى إذا كنت ترغب في الاستمتاع بالمحتوى الرقمي، حاول أن تختار شيئًا يعزز من راحتك العقلية مثل الاستماع إلى موسيقى هادئة أو مشاهدة فيديوهات تحفيزية أو تثقيفية. هذا الابتعاد عن الشاشات سيؤدي إلى تحسين راحتك الذهنية ويزيد من نشاطك عند العودة للعمل.
3. تناول وجبة غداء صحية ومتوازنة
الطعام الذي تختاره في فترة استراحة الغداء له تأثير كبير على مستوى طاقتك. الوجبات الغنية بالسكريات أو الأطعمة الدهنية الثقيلة قد تعطيك دفعة قصيرة من الطاقة، لكنها تسبّب تراجعًا سريعًا في مستويات الطاقة بعد فترة قصيرة، ما يؤدي إلى الشعور بالخمول. لذلك، من الضروري اختيار وجبة غداء صحية ومتوازنة تحتوي على البروتينات، الألياف، والدهون الصحية، حيث تساعد على الحفاظ على مستويات الطاقة لفترة أطول.
على سبيل المثال، يمكن أن تتضمن الوجبة الخفيفة السندويشات المصنوعة من الحبوب الكاملة، مع الخضراوات الطازجة والدجاج أو السمك المشوي. يمكن أيضًا أن تضيف بعض المكسرات أو الزبادي اليوناني لتحصل على البروتين والدهون الصحية التي تساهم في تحسين التركيز.
من الضروري أيضًا تجنب الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الكافيين أو السكريات الصناعية خلال هذه الفترة. تساهم هذه الأطعمة في زيادة مستويات السكر بشكل سريع، ولكن هذا الارتفاع يتبعه تراجع سريع في مستويات الطاقة مما يؤثر سلبًا على أدائك بعد استراحة الغداء.
4. القيام ببعض الأنشطة العقلية المنشطة
إذا كنت لا تشعر بالحاجة إلى النشاط البدني، فإن استراحة الغداء هي أيضًا فرصة رائعة لممارسة بعض الأنشطة التي تحفز عقلك. من أبرز الأنشطة العقلية التي يمكنك القيام بها هي القراءة القصيرة أو حل الألغاز البسيطة. هذه الأنشطة لا تستهلك الكثير من الوقت لكنها تساعد على تحفيز دماغك وتجديد نشاطه.
على سبيل المثال، يمكنك قراءة مقال قصير أو فصل من كتاب يعزز معرفتك في مجال عملك أو مهارة جديدة ترغب في تعلمها. يمكن أيضًا أن تقوم بحل الكلمات المتقاطعة أو لعب لعبة ذهنية، مثل الألغاز أو الألعاب العقلية التي تساعد على تقوية الذاكرة والتركيز. هذه الأنشطة تُعد بمثابة تمرين للعقل، مما يعزز قدرة الدماغ على العمل بكفاءة أعلى في الجزء المتبقي من يوم العمل.
5. التواصل الاجتماعي مع الزملاء أو الأصدقاء
العمل من المنزل قد يسبب في بعض الأحيان الشعور بالعزلة، خاصة إذا كنت تعمل بمفردك دون تواصل اجتماعي. استراحة الغداء هي الوقت المثالي للتواصل مع الآخرين. يمكن أن يكون هذا التواصل مع زملائك في العمل، أصدقائك أو حتى أفراد العائلة. التحدث مع شخص آخر و تبادل الحديث حول المواضيع التي تهمك يساعد في تحفيز عقلك ويقلل من شعور الوحدة.
التفاعل الاجتماعي يساهم في تجديد الطاقة الذهنية، ويمنحك فرصة للتخلص من الضغوط النفسية الناتجة عن العمل. قد يكون من المفيد تخصيص بعض الوقت في استراحة الغداء للتحدث مع أحد زملائك في العمل عن مشروع مشترك أو مجرد التحدث عن شيء غير متعلق بالعمل لتغيير الجو العام. كذلك، يمكن التواصل مع الأصدقاء أو أفراد العائلة لمناقشة موضوعات متنوعة خارج نطاق العمل.
6. ممارسة تقنيات الاسترخاء الذهني
تعتبر استراحة الغداء فرصة مثالية لتطبيق تقنيات الاسترخاء الذهني التي تساعدك في تقليل مستويات التوتر وإعادة شحن طاقتك العقلية. يمكن أن تكون تقنيات التأمل أو التنفس العميق مفيدة جدًا في هذه اللحظات. على سبيل المثال، يمكن أن تخصص دقيقتين إلى خمس دقائق للتركيز على التنفس العميق أو التأمل الموجه.
أظهرت الدراسات أن تمارين التأمل تساعد في تقليل مستويات التوتر وتعزز من التركيز الذهني. بمجرد أن تعود إلى عملك بعد هذه الدقائق من الهدوء الذهني، ستلاحظ تحسنًا ملحوظًا في قدرتك على التركيز وإنجاز المهام بكفاءة أكبر. كما يمكنك أيضًا محاولة التأمل باستخدام تطبيقات مخصصة لذلك، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة تساعد في تهيئة الأجواء المناسبة للاسترخاء الذهني.
خلاصة
استراحة الغداء لا تعتبر فقط فرصة لتناول الطعام، بل هي وقت ثمين يمكن استغلاله بشكل استراتيجي لتحسين إنتاجيتك أثناء العمل من المنزل. من خلال تخصيص وقت لممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، الابتعاد عن الشاشات، تناول وجبة غداء صحية، تحفيز عقلك، التواصل الاجتماعي، أو ممارسة تقنيات الاسترخاء، يمكنك تعزيز طاقتك وزيادة تركيزك لأداء مهامك بكفاءة أعلى.
مفتاح النجاح يكمن في كيفية إدارة هذه الفترات القصيرة من الزمن، حيث يمكن أن تكون استراحة الغداء نقطة تحوّل إيجابية تؤثر بشكل كبير في نتائج يومك بالكامل.
