“زمن الأمل”: رواية في قلب الغموض والإثارة
في عالم الأدب البوليسي، تبرز رواية “زمن الأمل” للمؤلفة سوزان ب. كيلي كإضافة بارزة إلى مجموعة الروايات التي تستكشف تعقيدات النفس البشرية وعالم الجرائم. صدرت الرواية في نوفمبر من عام 1992 عن دار نشر سكرينر، وتجمع بين عناصر الرومانسية والغموض بأسلوب سردي يجذب القارئ ويشد انتباهه حتى آخر صفحة.
تدور أحداث الرواية حول المفتش نيك تريفليان وعشيقته الراقية، السيدة أليسون هوبي، اللذين يواجهان جريمة قتل صادمة ومزعجة في قريتهم الصغيرة في غرب إنجلترا، ليت هوبفورد. بعد عودتهما من عطلة رومانسية في إيطاليا، يجد نيك نفسه في مواجهة قضية قتل تقلب حياة القرية الهادئة رأسًا على عقب.
القضية تبدأ مع العثور على جثة شابة تُدعى فريسكو كارستارز، التي وُجدت مقتولة ومخنوقة بشالها الخاص على طريق ريفي معزول. كانت فريسكو تُعرف في القرية بسلوكها المثير للجدل وميلها للتهديدات الجنسية، مما يجعل من القتل قضية محورية في حياة أهل القرية. كان بن لويسون، الشاب الذي يطمح للالتحاق بالجامعة، قد تعهد بالزواج من فريسكو، مما شكل صدمة لعائلته ولأمّه التي كانت تأمل في مستقبله الزاهر بعيدًا عن مشاكلها.
مع بدء التحقيقات، يظن نيك في البداية أن القضية ستكون بسيطة وسهلة الحل، لكن سرعان ما يكتشف أن الأمور أكثر تعقيدًا مما تبدو. تزداد حالة الغموض عندما تبدأ الأدلة في الكشف عن جوانب متعددة للحياة الشخصية للفتيات والشباب المتورطين، ما يجعل التحقيق أكثر تعقيدًا من المتوقع.
الرواية ليست مجرد سرد لجريمة قتل، بل هي استكشاف للعلاقات الإنسانية وتعقيداتها. تتناول الكاتبة بأسلوبها الساخر والذكي مسألة الشغف الجنسي، وما يترتب عليه من مشاكل وصراعات، مما يضيف بعدًا نفسيًا عميقًا للقصة.
أليسون هوبي، التي تمتاز بذكائها وسرعة بديهتها، تلعب دورًا محوريًا في حل القضية. وعلى الرغم من أن نيك هو المحقق الرئيسي، فإن أليسون غالبًا ما تكون هي التي تقود الطريق نحو الحقيقة. هذا التوازن بين الشخصيات يعكس مدى تعقيد الأمور التي يواجهونها، ويضيف عمقًا للرواية.
تتميز “زمن الأمل” أيضًا بتصويرها الواقعي والغني للحياة الريفية الإنجليزية، مما يضفي على الرواية طابعًا خاصًا يجمع بين الأجواء المريحة للقرية والانفعالات الشديدة للجرائم. من خلال وصف دقيق للأحداث والشخصيات، تبرز الرواية سحر التفاصيل الصغيرة التي تعكس روعة الحياة الريفية، وما يمكن أن تخفيه من أسرار ومشاكل.
في النهاية، تعتبر رواية “زمن الأمل” واحدة من الأعمال الأدبية التي تبرهن على موهبة سوزان ب. كيلي في تأليف الروايات البوليسية التي تجمع بين التوتر النفسي والإثارة، مما يجعلها مؤلفة تستحق المتابعة. بفضل أسلوبها الفريد وقدرتها على بناء الشخصيات المعقدة، تظل الرواية واحدة من الإضافات المميزة إلى أدب الجريمة، مقدمة للقراء تجربة أدبية غنية ومثيرة.