في عام 1977، في التاسع عشر من أغسطس، هز زلزال مدمر جزيرة سومباوا في إندونيسيا، ممتداً لمناطق واسعة تمتد من الساحل الجنوبي لإندونيسيا إلى الساحل الشمالي الغربي لأستراليا. وقد أسفر هذا الزلزال الذي بلغت قوته 8.0 درجات عن إنتاج موجة مد عملاقة. وأفادت التقارير الصحفية الأولية بوجود أمواج تصل ارتفاعها إلى 30 مترًا في إندونيسيا و8 أمتار في أستراليا، إلا أنه تبين لاحقاً أن هذه الأرقام مبالغ فيها.
لتقييم الدمار وارتفاع الموجات، زار فريق من المركز الدولي لمعلومات التسونامي المناطق الساحلية لجزر سومبا، سومباوا، لومبوك، وبالي، وجمع معلومات مفصلة من السكان المحليين. تم تصوير المناطق غير الممكن الوصول إليها في الساحل الجنوبي لجزر سومبا وسومباوا من الجو. وقد تمت معالجة المعلومات التي جمعها الجيش الإندونيسي وفرق البحث والإنقاذ والإدارة المحلية، بالإضافة إلى فرق الطب الذين قاموا بزيارة المناطق الساحلية المتاحة في القرى لتقديم المساعدة وتقييم مدى فقدان الأرواح والممتلكات. وتم استكمال هذه السجلات بالتقارير الإذاعية من المستوطنات الفردية.
وقد شهدت السواحل الجنوبية للجزر، باستثناء بالي، ندرة في السكان، حيث تكون القرى عمومًا صغيرة ومتناثرة، وبالتالي لم يكن فقدان الأرواح كبيرًا. ووفقًا للبيانات غير الكاملة، قتل أكثر من 180 شخصًا وأصيب 3900 وأصبحوا بلا مأوى. كما فقدت قوارب الصيد والمعدات. ولم تكن هناك معلومات متاحة حول ارتفاع مستوى المياه في العديد من المناطق الإندونيسية التي تعرضت لأضرار كبيرة من التسونامي.
وفقًا لشهادات العيان، ظهرت الموجات على الساحل الإندونيسي بعد ساعة أو ساعتين من حدوث الجزر العالي، بدايةً بانحسار، ترك وراءه حزامًا فارغًا بعرض 100-200 متر. تلا ذلك ثلاثة موجات كبيرة بفترة زمنية تقدر بحوالي 5 دقائق أو أقل. وكانت الموجة الأولى الأكبر والأكثر شراسة. ولاحظ العديد من الشهود مدة تقلب البحر على الرغم من أن معظمهم لم يشير إلى ذلك. وحدث ظاهرة غير عادية خلال الفترة الزمنية بين الزلزال ووصول التسونامي، حيث سمع سكان القرى في جزر سومباوا ولومبوك صوتاً ثلاث مرات بين الزمن، يتراوح بين بضع ثوانٍ إلى دقيقة أو أكثر. وقد وصف هذا الصوت بأشكال متنوعة مثل صوت انفجار قنبلة أو انفجار صوتي. ويبدو أن المصدر كان في المنطقة الزلزالية. وذكرت تقارير أنه تحول لون المياه إلى الأسود وأبلغ البعض عن ارتفاع درجة الحرارة ورائحة كريهة. وقد وصلت الموجة التسونامية إلى ارتفاع يزيد عن 10 أمتار على ساحل سومباوا، وشوهد الدمار الرئيسي على جزر سومباوا ولومبوك.
تم ملاحظة التسونامي أيضًا على السواحل الشمالية والغربية لأستراليا. وقد أفادت التقارير بظهور ثلاث موجات على الساحل الأسترالي، الأولى كانت الأكبر. واستمرت حالة تقلب البحر لعدة ساعات. ووصل ارتفاع الموجة في دامبير إلى 2 متر؛ في بورت سامبسون تراوحت بين 2 و 4 أمتار؛ وفي كيب ليفيك وصلت إلى 6 أمتار. وتزامن وصول التسونامي مع انحسار ملحوظ وانخفاض في المد في العديد من الأماكن، مما ضعف من تأثير التسونامي بشكل عام. وعلى ما يبدو، لم تفقد أستراليا أي أرواح، على الرغم من وجود تقرير واحد عن شخص جرفته الموجات إلى البحر.
بالمجمل، كانت هذه الكارثة تاريخية بمدى تأثيرها الواسع، ورغم التحديات التي واجهت الفرق المساعدة في تقديم الإغاثة وتقييم الأضرار، فإن جهودهم ساهمت في تخفيف الضرر وتقديم المساعدة للمتضررين.