في التاسع من مارس عام 1957، شهدت جزر أندريانوف في الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر الزلازل التي ضربت المنطقة، حيث بلغت قوتها 8.6 درجة على مقياس ريختر. وقد أثار هذا الزلزال تسوناميًا ضخمًا تم تسجيله في جميع أنحاء حوض المحيط الهادئ، مما أسفر عن أضرار جسيمة في العديد من المناطق المتضررة.
بالإضافة إلى الخسائر البشرية والموتى، تسبب الزلزال والتسونامي في تدمير ممتلكات ثمينة ومرافق حيوية. فقد دمر التسونامي أربع مزارع لتربية الأغنام على جزيرة فسيفيدوف، وغسلت هياكل محطات الوقود وأنابيبها على جزيرة أداك. كما ألحق أضراراً بمقدار خمسة ملايين دولار في هاواي، بما في ذلك تدمير قريتين.
ومن بين الخسائر البشرية كان هناك تحطم طائرة صغيرة تقل صحفيًا ومصورًا بالقرب من جزيرة أواهو. لقد كان الصحفي والمصور يحاولان تغطية وصول التسونامي، وقد أسفر هذا الحادث عن وفاة الصحفي والمصور وإصابة الآخرين.
تأثير التسونامي كان واسع النطاق، حيث شمل الأضرار أو الرصد بصريًا في جزر هاواي، واليابان، وسواحل أمريكا الشمالية والجنوبية. وقد تم تسجيله عبر أكثر من 150 مقياس للمد والجزر. ورغم الحجم الهائل لهذا الحدث، فإن فترة الموجة كانت متفاوتة بشكل كبير، حيث تراوحت بين 7 و55 دقيقة بمتوسط قدره حوالي 17 دقيقة لظهور الموجة الأولى. وقد بدأ التسونامي بمد الجزر في جميع المحطات ما عدا بعض الاستثناءات.
وقد استغرقت تأثيرات التسونامي أكثر من خمسة أيام حتى استقرت الأمور تمامًا. وقد قام العلماء بدراسة تخفيف التذبذبات في سجل خاص لتسجيل التسونامي أقاموه على جزيرة ويك، حيث قدرت الطاقة الناتجة عن التسونامي بنحو 2.5 × 10^22 ergs.
هذه الأحداث تذكرنا بقوة الطبيعة وتأثيرها العظيم على البشر والممتلكات، وتجعلنا ندرك ضرورة الاستعداد والتأهب لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية المدمرة.