في عام 1911، في الثاني عشر من شهر يوليو، وعند الساعة الرابعة وسبع دقائق وستة أعشار من التوقيت العالمي المنسق، وعلى خط عرض 9 درجات شمالاً وخط طول 126 درجة شرقاً، وعلى عمق 50 كيلومتراً، شهدنا واحدة من الزلازل العنيفة التي ضربت وادي نهر أغوسان في منطقة خليج لي والمعروفة أيضاً باسم خندق الفلبين. كانت قوتها 7.8 درجة على مقياس ريختر. هذا الزلزال لم يكن مجرد هزة عابرة، بل كانت له آثار خطيرة وواضحة.
في تالاكوغون، استمرت الهزات لمدة ثلاث دقائق، بدأت بتقلبات ضعيفة ثم ازدادت قوة تدريجياً. وفقًا للشهادات، تشكلت أمواج عالية في إحدى البحيرات، غمرت الشاطئ وانتقلت بعيداً داخل اليابسة، ربما كانت نتيجة لظاهرة “السيش”. في بوتوان، استمر الزلزال لمدة دقيقتين، وبدأ بحركات ضعيفة جداً، وتضررت تقريبا جميع المنازل، سواء كانت من خشب أو من طوب. وقد اقتلعت الأشجار من الأرض، وظهرت شقوق في الأرض. وقال الناس الذين كانوا يستحمون في النهر، إن الماء تدفق أولاً من الشاطئ الغربي إلى الشرقي، ثم عاد مرة أخرى. كان تأثير حركة الماء قوياً لدرجة أن شعاعًا ضخمًا، مربوطًا بقصبة سميكة، انفصل وتمت سحبه بعيداً.
وفي الوادي نفسه، في تالاكوغون، في الساعة الثانية عشرة وتسع دقائق ظهرًا، هناك حدث زلزال عنيف جدًا ألحق أضرارًا كبيرة في الدير والكنيسة. وفي إحدى البحيرات، اجتاحت الأمواج العالية التي تسبب فيها الزلزال الشاطئ وتسللت بعيدًا في الأرض. ومن المحتمل أن يكون الزلزال شمل الظاهرة المعروفة بـ”السيش”. وفي لا باز، ظهرت فجأة أمواج بأبعاد كبيرة واتجاهات مرتبكة لدرجة أن القوارب كادت تغرق واضطر القوارب الشبان لاستخدام كل مهاراتهم وقوتهم لتجنب الانقلاب. وفي فيرويلا، ظهرت أمواج على الأرض مثل أمواج الماء، وكانت حركة المياه في النهر مهيبة. وتشققت الأرض في كل مكان، وفي العديد من الأماكن تكونت حواجز من الطين والرمل على طول النهر، تركت عمقًا غير كافٍ للقوارب الصغيرة. وخلال ثلاثة أيام، كانت مياه النهر عكرة لدرجة أنه لم يمكن استخدامها لأي غرض من أغراض المنزل.