في الرابع عشر من شهر مايو عام 1748، تعرضت منطقة شمال شبه جزيرة البيلوبونيز في اليونان لمأساة هائلة بسبب زلزال عنيف، حيث بلغت قوته 6.8 درجات على مقياس ريختر. كان الزلزال الأول لهذه الكارثة الطبيعية الرهيبة قويًا للغاية، ما سبقه هزة ارتدادية أكبر، وهو ما تسبب في أضرار جسيمة في شمال شبه الجزيرة اليونانية.
تسبب هذا الزلزال في دمار هائل في مدينة “فوستيزا” (إيغيو)، حيث انهارت العديد من المنازل والكنائس والأبراج، لكن بفضل تحذير السكان الذين تلقواه من الهزة الارتدادية، استطاع الكثيرون النجاة بأرواحهم باللجوء إلى المناطق المفتوحة. ومع ذلك، فقد ألحق الزلزال أضرارًا جسيمة بالمستوطنات على جانبي خليج كورينث، حيث دمر عددًا من القرى الصغيرة على الساحل الشمالي للخليج مقابل فوستيزا وشرقًا حتى بالقرب من مدينة كورينث. في كورينث، تضررت بعض أجزاء مسجد السلطان محمد الثاني. وفي غرب فوستيزا، في باترا، أثار الزلزال حالة من الذعر الشديد وتسبب في بعض الأضرار الطفيفة. وشعر الزلزال بقوة في زاكينثوس وفي جميع أنحاء شبه الجزيرة اليونانية.
وبعد الزلزال، انحسرت البحرية في خليج كورينث بالقرب من فوستيزا بمسافة كبيرة عن الشاطئ، وعندما عادت بقوة شديدة، غمرت المدينة ثلاث مرات. كانت الموجة الثالثة كبيرة لدرجة أنها وصلت إلى الجزء العلوي من المدينة، وفي غضونها، اجتاحت التلال الجنوبية التي تطل على المدينة، وغسلت المنازل والمتاجر والمباني الجمركية، وتسببت في تجريف أوراق الأشجار. كان الدمار فوريًا، وتم تدمير جميع السفن الشراعية والقوارب واثنين من السفن الساحلية الكبيرة في الميناء في وقت الزلزال تمامًا. وقد جرفت الموجة بعض الناس والحيوانات الأليفة وجرفتهم وغرقتهم، مما ترك وراءها كمية كبيرة من الصدف والأسماك الميتة، التي زحفت في شوارع فوستيزا وقرى أخرى على طول الساحل.
استمرت الهزات الارتدادية لعدة أسابيع، مما دفع الناجين إلى الفرار من قراهم، حيث انتقل بعضهم بشكل دائم إلى باتراس وزاكينثوس.
هذه الكارثة تجسدت في إحدى الأحداث الطبيعية الأكثر رعبًا ودمارًا التي عاشها السكان في تلك المنطقة، وتظل تذكيرًا بقوة وهول الطبيعة وضرورة التأهب والاستعداد لمثل هذه الحوادث المدمرة.