في الحادي والثلاثين من ديسمبر عام 1966، عندما كانت الساعة تشير إلى الساعة الثامنة والعشرين دقيقة وأربعة ثوانٍ تقريبًا بتوقيت تنسيق عالمي، شهدت جزر سانتا كروز، التابعة لجزر سليمان، واقعة طبيعية هائلة تمثلت في زلزال بقوة تصل إلى 7.8 درجات على مقياس ريختر. وقد حدث هذا الزلزال على عمق يبلغ حوالي 83 كيلومترًا تحت سطح الأرض.
تلك اللحظة القاتمة، وبتحديد الساعة السادسة وثلاث وعشرين دقيقة مساءً بالتوقيت المحلي، أحدثت موجة عاتية من المد والجزر تسونامي. وعلى الرغم من أن المنطقة التي ضربها الزلزال كانت غير مأهولة بالسكان، إلا أن الأضرار الناجمة عن الزلزال والتسونامي كانت كبيرة.
تباينت تقارير الحدث بشأن الأضرار المحتملة، حيث تشير بعض المراجع إلى وقوع انهيارات أرضية وتشكل تسونامي داخل اللاغون، مما أدى إلى ارتفاع أمواج بلغت حوالي 2 متر. وفي الوقت نفسه، رصدت بعض المناطق البعيدة مثل سوفا وباغو باغو ارتفاعات في الأمواج لم تتجاوز 9 سم و6 سم على التوالي.
تشير تقارير أخرى إلى أن مصدر التسونامي كان في جزر نيو هيبريديس، حيث سجل ارتفاع أمواج يصل إلى 2 أمتار في فانيكورو، جنوب جزر سليمان، وأقل من 0.1 متر في سوفا بفيجي.
وبالرغم من أن المنطقة تعتبر بعيدة ونائية، فإن الأثر الذي خلفته هذه الكارثة الطبيعية كان واضحاً. تزامن الحادث مع وقوع زلزال آخر بقوة 7.5 درجة في جزر سانتا كروز، مما أدى إلى تشكل تسونامي صغير بلغت ارتفاعاته حوالي 2 متر في جزر نيو هيبريديس و0.03 متر في باغو باغو.
تجدر الإشارة إلى أن الحادث لم يترك آثارًا مدمرة على المباني أو السكان، نظرًا لأن موقع الزلزال كان في منطقة غير مأهولة. ومع ذلك، فإن التسوناميين الطفيفين اللذين نجما عن الزلزال قد خلفا بصمتهما في السجلات، حيث وصلت أمواجهما إلى ارتفاعات تجاوزت 6 أقدام في فانيكورو.
وبهذا النمط، تظهر الأحداث الطبيعية أحيانًا على الرغم من ندرتها، وتذكرنا بقوة وجلاء بأن الطبيعة لا تقف عاجزة أمام قوة الزلزال وتأثيراته المدمرة، مما يجعلنا ندرك حجم الاحتياطات التي يجب علينا اتخاذها والاستعدادات التي يجب أن نقوم بها للتصدي لمثل هذه الظواهر الطبيعية القاسية.