في العام 1869، وتحديداً في اليوم الرابع والعشرين من شهر أغسطس، شهدت شمال تشيلي هزة أرضية عنيفة بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر، تسببت في حدوث موجات مد عملاقة على طول الساحل. هذه الحادثة الكارثية التي وقعت في منطقة تمتد لنحو 550 كيلومتراً شمال إيكيكي، كانت أقوى هزة منذ زلزال أغسطس 1868 الذي ضرب المنطقة. وقد شعر السكان بعدة هزات أرضية متكررة منذ العشرين من أغسطس، وتم تسجيل هزة أرضية أخرى في تمام الساعة 1:30 بعد الظهر بالتوقيت المحلي، لكن لم يتم توثيقها بشكل جيد.
تفيد التقارير بأن البحر انحسر بسرعة عن الساحل في إيكيكي وأريكا، مما جرف السفن والقوارب قبل أن يعود بموجة ضخمة بلغت ارتفاعها مترين فوق مستوى سطح البحر العادي، وتتراجع الموجة خمس مرات قبل أن تجتاح الساحل بقوة معتدلة. وقد تعطلت الحياة الطبيعية تماماً، وتم التخلي عن المنازل في أريكا، وكانت الحالة تقريباً نفسها في إيكيكي وبيساجوا. وفي بيساجوا، انخفض مستوى سطح البحر خمسة أمتار، ثم ارتفع مترين فوق مستواه المعتاد، مما دفع جميع السفن إلى الاستعداد للإبحار خوفاً من أن الأنكورات لن تتمكن من الاحتفاظ بالسفن في مكانها.
هذه الزلزال والتسونامي المصاحب له أثرا بشكل كبير على السكان والبنية التحتية، مما أسفر عن خسائر مالية محدودة ولكن الوضع العام في المنطقة تأثر بشكل كبير. ومع أن هذه الحادثة تمثل جزءاً من نمط من الزلازل والتسونامي التي شهدتها المنطقة في ذلك الوقت، إلا أنها بالتأكيد كانت واحدة من الأحداث الأكثر تأثيراً وتداعيات.