في الثامن من أغسطس عام 1303، تعرضت منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط لهزة أرضية كارثية، نتيجة لزلزال ضخم بلغت قوته 8.0 درجة على مقياس ريختر، حيث اندلعت الكارثة على قوس هيلينيك. وُجِدَت أثار الدمار في عدة مناطق في شرق المتوسط، وكانت في بعض الأماكن بالغة الخطورة، حيث تم تسجيل موجات مد بحري مصاحبة لهذا الزلزال، وقد أثرت في مناطق أخرى من شرق المتوسط، ولكن يبدو أنها لم تؤثر في قبرص.
تأثير هذا الزلزال وموجات المد البحري التي نتجت عنه كانت وخيمة للغاية، حيث تسببت في دمار واسع النطاق على السواحل المصرية والسورية وجزيرة كريت، ومناطق أخرى. في جزيرة كريت، اندفعت البحر بقوة نحو مدينة كانديا (هيراكليون)، مما أسفر عن تدمير العديد من المباني ومقتل العديد من السكان. وبعد وقت قصير، انحسرت المياه وأصبحت المرسى جافة. وفي مدينة أكو، انحسر البحر بعيدًا جدًا، بأكثر من ميل واحد، مكشوفًا القاع، الذي كانت عليه العديد من البضائع المفقودة، ثم غمر الساحل بقوة. وتراجعت المياه مجففة القاع لمئات الأمتار في العديد من الموانئ في سوريا ولبنان وفلسطين. وفي الإسكندرية، ارتفع منسوب المياه، وألقت بسفينة فرنسية على الساحل، مع العديد من الأسماك والحيوانات البحرية وشظايا جدران المدينة. وتغير منسوب نهر النيل بشكل كبير؛ حيث ألقت السفن التي كانت تبحر في منتصف النهر والتي كانت ترسو في المرسى على الضفاف 15 مترا داخل اليابسة. وتم مشاهدة تسونامي على جزيرة رودس، وعلى الساحل الجنوبي الشرقي لشبه جزيرة بيلوبونيز، وفي البحر الأدرياتيكي.
في الإسكندرية، تضررت المنازل ودُمِّرَت 70 مترا من أسوار المدينة مع 27 برجًا. ومع ذلك، كان أسوأ الأضرار نتيجة لتأثير مجتمع للزلزال والبحر ورياح قوية، حيث دفعت المتاجر إلى الساحل وهدمت جزءًا من السور، مما أسفر عن مقتل 46 شخصًا.
تم رصد تسونامي في الثامن من أغسطس عام 1303 على السواحل المصرية والسورية وكريت. وفي ديسمبر من نفس العام، تم رصد تسونامي على جزيرة كريت والسواحل الجنوبية الغربية لشبه جزيرة بيلوبونيز وجزيرة رودس، بالإضافة إلى السواحل المصرية والبحر الأدرياتيكي.
إن الدمار الذي خلفه هذا الزلزال وتسوناميه كان هائلًا ومدمرًا بحق، حيث أدى إلى خسائر بشرية كبيرة وتدمير ممتلكات ثمينة في العديد من المناطق على طول السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط.