في عام 1629، وتحديداً في الثامن والعشرين من فبراير، أو السابع من مارس حسب التقويم اليولياني (والتاسع من مارس حسب التقويم الغريغوري)، شهدت جزيرة كريت في البحر الأبيض المتوسط والتي تندرج ضمن منطقة قوس هيليني، حدثًا زلزاليًا قويًا بلغت قوته 7.0 درجات على مقياس ريختر، وعمق الزلزال بلغ 70 كيلومترًا تحت سطح الأرض. وقد أحدث هذا الزلزال دمارًا هائلًا في الجزيرة، حيث انهارت العديد من المنازل والكنائس، وتسبب في وفاة العديد من الأشخاص.
وقد أدى هذا الزلزال إلى حدوث موجة مد عملاقة “تسونامي”، وشهدت جزيرة كيثيرا تأثير هذه الموجة بشكل واضح. وقد سُجلت الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت المنطقة، مع تحديد إحداثيات الزلزال عند 35.5 درجة شمالًا و25.0 درجة شرقًا.
يذكر أن الزلزال لم يقتصر تأثيره على كريت فقط، بل شمل أيضًا مناطق أخرى مثل كيثيرا، حيث شهدت مياه البحر تحركات غير عادية بسبب هذه الظاهرة الطبيعية المدمرة.
وقد سجلت تقارير تاريخية عديدة تفاصيل حول الأثر الكبير الذي خلفه هذا الزلزال وتسوناميه المصاحب، حيث تكشف السجلات عن وصف الزلزال بأنه كان قويًا لدرجة أنه أسقط أشجارًا بأعلى قممها ودمر العديد من المنازل، كما أن مياه الينابيع أصبحت غير صالحة للشرب وانفجرت أواني النبيذ الأرضية الكبيرة.
وبالرغم من محدودية الموارد الحديثة المتاحة، إلا أن الشهادات التاريخية توثق بوضوح حجم الكارثة وتأثيرها الهائل على السكان والبنية التحتية في المنطقة، مما يبرز أهمية دراسة هذه الأحداث الطبيعية لفهمها بشكل أفضل وتخطيط الاستجابة المستقبلية للمواقف المماثلة.