في الثلاثين من نوفمبر عام 1823، وعند الساعة 2:45 صباحًا بالتوقيت المحلي، ضرب زلزال قوي مدينة سان بيير، مارتينيك، ولم تمر سوى بضع دقائق حتى أعقبه تسونامي في تمام الساعة 3:10 صباحًا. وقد ورد في تقرير ماليت (المرجع #497) أن “ارتفعت البحر بعد الصدمة، مما تسبب في بعض الأضرار في الموانئ”. وتأثر ميناء سان بيير بأضرار ملموسة.
تلك اللحظات القليلة شهدت حالة من الفزع والهلع، حيث تصاعدت أمواج البحر بشكل مفاجئ وهائل، تاركة وراءها دمارًا واسع النطاق في المنطقة المحيطة. لم يكن الخوف مقتصرًا فقط على الأضرار المادية التي لحقت بالممتلكات والبنية التحتية، بل امتد إلى خطر الخسائر البشرية أيضًا.
بلغت وطأة الكارثة أوجها في ميناء سان بيير، حيث تعرضت المنشآت البحرية والسفن إلى أضرار جسيمة جراء هذه الهجمات الطبيعية الغير متوقعة. كانت السفن تتأرجح على وجه المياه الهادئة في اللحظة الأولى، قبل أن تتعرض لغزو هائل من أمواج التسونامي، مما جعلها تتلاطم بشدة ضد الأرصفة والمرافئ، محدثةً خسائر مادية فادحة وفقدانًا للحياة.
فيما يتعلق بالتأثيرات البشرية، فقد ترك هذا الحدث المأساوي خلفه أثرًا عميقًا في قلوب السكان المحليين. فقد شعروا بالصدمة والحزن لفقدان أحبائهم وزملائهم، كما اضطروا للتعامل مع تداعيات الدمار والفقدان في الأشهر والسنوات القادمة.
يظل هذا الحدث محفورًا في ذاكرة الجزيرة وسكانها، مثلما تظل آثاره مرئية على السواحل وفي ذاكرة التاريخ، باعتباره تذكيرًا قاسيًا بقوة الطبيعة وهشاشة البشر أمامها.