في الرابع من أكتوبر عام 1994، شهدت جزر كوريل الجنوبية في روسيا، حدوث زلزال بلغت قوته 8.1 درجة على مقياس سليمان (أو 8.3 درجة بحسب تقديرات الزلازل الحديثة)، وذلك في تمام الساعة 13:23 بتوقيت عالمي عالي. هذا الزلزال أسفر عن وفاة ما لا يقل عن إحدى عشرة شخصاً، لكن لم تكن أي من الوفيات ناتجة عن التسونامي، بالإضافة إلى إصابة 242 شخصاً، وكانت معظم الإصابات ناجمة عن انهيار مستشفى عسكري على جزيرة إيتوروب. وتم تسجيل 140 إصابة في اليابان، من بينهم امرأة سقطت سيارتها من جسر انهار، ورجل توفي بسبب نوبة قلبية.
تسبب الزلزال في توليد موجة تسونامي بارتفاع يتراوح بين 4.5 و 6.0 أمتار في الجزء الجنوبي من خليج ديميتروفا، جزيرة شيكوتان، وبين 3.0 و 7.1 أمتار في خليج تسيركوفنايا، مما يشير إلى وجود موج متعدد في التسونامي. وتشير الأدلة إلى وجود أربع ارتفاعات فردية للموجات مما يدل على هجوم متعدد الموجات.
على الجانب الغربي من الجزيرة، كان ارتفاع الموج في مالو-كوريلسكايا بين متر واحد ومترين. وأظهرت قياسات مقياس المد والجزر انخفاضًا بمقدار 53 سم. وأفاد الشهود بأن الموجة الأولى كانت ارتفاعًا كما أكده الماريغرام، وأظهرت فترات تتراوح حوالي 20 دقيقة. وفي باقي أنحاء الجزيرة، قُيست الارتفاعات بين 8.5 متر في خليج تسيركوفنايا إلى 2.6 متر. أما على جزيرة كوناشيري، فكان الارتفاع الأقصى مسجل عند نقطة بيتروفا بمقدار 5.3 أمتار. وعلى جزيرة إيتوروب، كان الارتفاع الأقصى 3.4 أمتار، وعلى جزيرة بولونسكي كان الارتفاع الأقصى 4 أمتار.
وفي يوجنو-كوريلسك، تراوحت الارتفاعات بين 2.5 و 3.0 أمتار. وفي الجزء القديم من المدينة، اخترقت الموجات مسافة تتراوح بين 200 و 300 متر على الشاطئ المائل، متسببة في تدمير جميع المنازل. واخترقت الموجة مسافة 500 متر على طول النهر، مدمرةً جسرين وسحبت منزلين آخرين على مسافة 300 متر. تم تدمير جميع الرصيف وثلاث قوارب صيد بحرزنة 300 طن، وخمسة أرصفة عائمة، وعدة قوارب محركة تم رميها على اليابسة. ولم تكن أي من الوفيات ناتجة عن التسونامي حيث بلغت أقصى ارتفاعات الموج في المناطق المأهولة 1.5-2.0 متر، وكانت هذه نعمة حيث لم يتسن إرسال تحذير إلى المنطقة بسبب انقطاع الاتصالات الناجم عن الزلزال.
وفي ختام المطاف، سجلت أقصى ارتفاع للموج عند الشط الجنوبي لخليج ديميتروفا بمقدار 10.4 أمتار.