في العام 142 للميلاد، تعرضت منطقة شاسعة في جنوب غرب تركيا وجزر الدوديكانيز في اليونان لهزة أرضية قوية بلغت قوتها 7.0 درجات على مقياس ريختر. وقد أحدثت هذه الهزة تسونامي محتمل، مما أدى إلى حدوث دمار شديد وانتشار الخراب في المنطقة المتأثرة.
تمتد الأضرار من جزيرة كوس ورودس إلى خليج أنطاليا وصولاً إلى منطقة سين في الشمال، بنصف قطر يبلغ 90 كيلومترًا، حيث دمرت الهزة مدن وقرى بأكملها. فقد تعرضت رودس لدمار شامل جراء الهزة، حيث انحسرت المياه البحرية، مما جعل المرفأ جافًا تمامًا، وفاضت المياه بقوة مدمرة مسحت ما تبقى من مدينة رودس. لم يكن لدى سكان المدينة الوقت الكافي للفرار أو البحث عن أقاربهم قبل أن تجتاحهم الأمواج العاتية.
تعرضت مدن جزر كوس وسيمي وسيريفوس أيضًا لأضرار جسيمة جراء الهزة الأرضية وتسونامي الذي تلاها، حيث غمرت المياه البحرية السواحل واخترقت اليابسة لمسافات طويلة، محطمةً كل شيء في طريقها.
تؤكد السجلات التاريخية على أن الهزة الأرضية تسببت في دمار جسيم لمدينة رودس، حيث اجتاحت المياه البحرية عدة أميال داخل اليابسة، محطمةً ما تبقى من البنية التحتية والمباني التي نجت من تأثير الهزة الأرضية.
وفي حديث أرسطوي، يظهر أن المدينة تعرضت للدمار بشكل أساسي بفعل الأمواج البحرية التي تبعت الهزة، حيث اجتاحت المياه البحرية مدينة رودس بالكامل وتسببت في دمارها تقريبًا.
بالإضافة إلى ذلك، يوضح الكتابات التاريخية أن جزر سيمي وسيريفوس لم تتعرضا للدمار الشديد الذي تعرضت له رودس، على عكس بعض الادعاءات السابقة.
تشير مصادر أخرى إلى أن الهزة الأرضية والتسونامي الذي تبعها أثرا بشكل قوي على منطقة كاريا وجزر الدوديكانيز، خاصة رودس وكوس وسيمي وسيريفوس. ورغم أن بعض المصادر قد تشير إلى عام 148 ميلادي كتاريخ للحدث، فإن الدراسات الأخيرة تشير بشكل أكبر إلى أن العام 142 هو التاريخ الأكثر موثوقية لوقوع الحادثة.
تتنوع التقديرات لتاريخ وقوع هذه الهزة الأرضية والتسونامي حول السبع سنوات القادمة من عام 148، مما يجعل العام 142 هو التاريخ الأكثر موثوقية.