في السادس من أكتوبر عام 1860، بعد منتصف الليل، شعر سكان الساحل الجنوبي لجزيرة هالماهيرا بزلزال قوي. وفي أعقاب هذا الزلزال، تعرضت زورق صيد صغير يسمى “بروا” على الطرف الجنوبي للجزيرة لموجة مد عاتية، ولكن دون أن تتسبب في أي أضرار. وبعد تكرار هذه الظاهرة ما بين 10 إلى 12 مرة، تحول سطح البحر إلى مرآة، حيث تكون كالزجاج المصقول، مما أثار الدهشة والرعب بين السكان المحليين. هذا الحدث المدهش شكّل جزءًا من سلسلة من الأحداث الطبيعية التي شهدتها المنطقة في ذلك الوقت. وقد وثّق هذا الحادث في الرقم المرجعي #414 في السجلات التاريخية.
وتعتبر هذه الوقائع مهمة لفهم تأثير الظواهر الطبيعية على حياة الناس في تلك الفترة، حيث تجلى التكيف البشري مع مثل هذه الأحداث، وكيف تتأثر الحياة اليومية والأنشطة الاقتصادية بالظواهر الطبيعية المفاجئة. ومن المهم أيضًا فهم كيف يمكن أن تتسبب هذه الأحداث في تغييرات جذرية في البيئة المحيطة وفي التصور البشري للعالم ومكانته فيه.
ومن المثير للإعجاب كيف تُسجل الشهادات التاريخية هذه الأحداث وتحفظها لتصبح جزءًا من ثراء التاريخ البشري، ما يسهم في إثراء فهمنا للماضي وتوثيقه بدقة، وتعزيز الإدراك بشأن أهمية حماية الحياة البشرية والممتلكات من مختلف المخاطر الطبيعية وتطور استراتيجيات الاستجابة والتكيف معها.