في السادس من أبريل عام 1580، هز زلزال قناة الإنجليز، تحديدًا في مضيق دوفر، مما أسفر عن ارتفاع واضطراب في مياه البحر، مما أدى إلى غرق قوارب في القناة الإنجليزية. وتدفقت سيول المياه بقوة على مدينتي كاليه وبولونيا. ومن الجدير بالذكر أن الطقس كان هادئًا وساكنًا في ذلك الوقت.
ويبدو أن مركز الزلزال كان تحت سطح البحر، بالقرب من الساحل الشرقي لمقاطعة كنت في إنجلترا، بالقرب من بلدتي ساندويتش ودوفر. وتشير التقارير إلى أن البحر كان مضطربًا للغاية، حيث تصادمت السفن في الميناء. وفي ساندويتش، وصفت التقارير حالة “تطاير البحر بحيث اهتزت السفن” بحسب (ستو، 1601). وتشير تقارير معاصرة إلى أن تأثيرات الزلزال كانت أكثر شدة على الجانب الآخر من القناة. حيث وصفت أحدى التقارير الكارثة في كاليه بأنها “رهيبة ومرعبة لدرجة أن جزءًا كبيرًا من المنازل انهار وحتى البحر غمر المدينة… وفي بولونيا، كان هناك زلزال مماثل وفيضان من قبل البحر”. ومع ذلك، هناك شك في الوقت الذي حدثت فيه هذه الأحداث، وبالتالي في العلاقة الفعلية بين الزلزال والغمر البحري.
تقارير أخرى تشير إلى أن الزلزال أدى إلى حدوث تسونامي في كاليه وبولونيا ودوفر، في حين يُعتبر آخرون أكثر حذرًا، مشيرين إلى أنه بسبب عدم اليقين بشأن تزامن الغمر البحري مع الزلزال، قد يكون التقرير عن الفيضان له سبب آخر، ربما عوامل جوية. ويقترح الأدلة أن تصوّرات المصادر المعاصرة لخلط بين وصف الزلزال وتأثيرات العاصفة التي حدثت بعد وقت قصير جدًا. ومن المحتمل أن تكون هذه الاضطرابات كانت نتيجة لحركة مياه الجيوب في موانئ دوفر وساندويتش. ومن المرجح أن يكون هذا التحرك كان ناتجًا عن اضطراب في المياه وليس عن تسونامي، حيث لا توجد أدلة على أي نزوح في قاع البحر في تلك المنطقة وكانت قوة الزلزال غير كافية لتسبب تسونامي مباشرة.
هذه المعلومات توضح حدوث حدث زلزالي مدمر في منطقة قناة الإنجليز، حيث لم يكن السكان في ذلك الوقت متوعين بأن الزلازل هي ظواهر ذات مدة قصيرة جدا، لذا كان من الطبيعي على الكتّاب في القرن السادس عشر أن يعتبروا الصدمة الزلزالية والعاصفة التي حدثت في اليوم التالي جزءًا من نفس الحدث.