في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1767، وعند الساعة التاسعة والخمسين دقيقة ليلاً، تعرضت سكان جزيرة ماكاو في بحر الصين الجنوبي لهزة أرضية مدمرة، حيث استمرت حوالي دقيقة كاملة، وبدت الهزة بشكلٍ قوي جداً مما جعل الكاتب في رسالته للناس في لندن يصفها بأنها “كانت كالتقلب الشديد”. وبالرغم من هذه الشدة الهائلة، فإن السكان لم يتعرضوا لحوادث خطيرة، ولكنهم شعروا بأن منازلهم كادت أن تبتلعها الأرض في أي لحظة. واصفًا الكاتب للرسالة بأنه كان يتأرجح بشدة لدرجة أنه كاد لا يستطيع البقاء على قدميه. واستمرت الهزة بصحبة أصوات مرعبة، حيث اعتقد السكان في البداية أن هذه الأصوات كانت ناتجة عن إطلاق المدافع أو دوي الرعد في المسافة البعيدة. وفي تمام الساعة الحادية عشر والخمس دقائق ليلاً، شعر الناس بصدمة أخرى، لكنها لم تكن بنفس الشدة. ثم في تمام الساعة الثالثة صباحاً، شعروا بصدمة أخرى قوية نسبياً. وبشكل عام، شعر السكان بخمس هزات، وكانت الهزة الأولى هي الأقوى. وحتى السكان الأكبر سناً لم يتذكروا هزة أرضية قوية وطويلة مثل هذه.
تأثرت سفينة في الخليج وتأرجحت وتدورت في جميع الاتجاهات، وبدا لأولئك الذين كانوا على متنها أن إعصارًا قد نشأ، لكن الرياح كانت خفيفة. وقد شهد السفن الموجودة في الميناء حركة تأرجح. وكانت الهزة الأولى كافية لتهتز منزلاً بشكل عنيف. كما لوحظ وجود ضجيج متدحرج وزوابع هوائية ثقيلة.
وفي تقدير بيرنينغهاوزن، وهو رأي يتقاسمه كوكس، فإن هذا الحدث والوصف الموجود للحدث في مايو 1765 يرتبطان بنفس الحادثة، حيث تشير التقارير إلى هزة أرضية محلية، حيث تأثرت السفن في الميناء وتأرجحت وتدورت على وقع الهزة، وكان لدى القائمين على متنها في البداية اعتقاد بأنها ناتجة عن عاصفة قوية.
ومن الجدير بالذكر أن هناك تقريراً آخر يعود لنفس التاريخ، ولكنه يشير إلى عدم تقديم تقرير عن الهزة الأرضية في جنوب الصين، ويبدو أن هذا التقرير يختلف عن التقارير الأخرى التي تشير إلى وقوع الهزة الأرضية وتأثيرها على السفن والمباني في المنطقة.
للمزيد من المعلومات يمكن الاطلاع على الرابط التالي: https://www.ngdc.noaa.gov/hazel/view/hazards/tsunami/event-more-info/494