في السابع عشر من مارس عام 1584، شهدت بيرو حدثاً طبيعياً مدمراً، حيث ضرب زلزال قوي مدينة ليما، مخلفاً خللاً هائلاً في المباني والبنى التحتية. تأثرت مناطق عديدة على الساحل بتدفق البحر إلى اليابسة، وخاصة في منطقة تشينتشا، حيث اقتربت المياه بشكل كبير من منجم الزئبق. ورغم أن تسجيلات الزلازل لم توثق الساعة المحددة للحدث، إلا أن الأثر الذي خلفه هذا الزلزال كان واضحاً ومدمراً.
تُعد ليما، كعاصمة لبيرو، منطقة حيوية ومزدهرة، ولكن هذا الزلزال القوي قلب حياة السكان رأساً على عقب. فقد شهدت المدينة انهيارات في العديد من المباني والمنشآت، مما تسبب في خسائر مادية جسيمة وحالات من الفزع والهلع بين السكان. ولم يكن هذا الخراب مقتصراً على ليما وحدها، بل امتد إلى المناطق الساحلية المجاورة، حيث اجتاحت مياه المحيط الهادر السواحل، متسببة في فيضانات واسعة النطاق.
تشينتشا، بفضل مكانتها الاستراتيجية ومواردها الطبيعية الثمينة، كانت تشهد ازدهاراً اقتصادياً ملحوظاً. ومع ذلك، لم تسلم هذه المنطقة الغنية من آثار الكارثة الطبيعية؛ فقد تعرضت لضربة موجعة عندما داهمتها أمواج المحيط، مما أحدث تدميراً جسيماً وأثار خسائر مالية كبيرة.
رغم التحديات الجسيمة التي واجهها السكان، فإن الروح المقاومة والإرادة القوية ساعدت في التعامل مع الأوضاع الصعبة وبناء منازل جديدة وإعادة بناء البنى التحتية المتضررة. ومن الجدير بالذكر أن قيمة الخسائر الناجمة عن هذا الحدث لم تتجاوز المليون دولار، مما يظهر مدى الدمار المحدود نسبياً بالنسبة لحجم الكارثة الطبيعية الكبيرة التي ضربت المنطقة.
تشير السجلات التاريخية إلى أن هذا الزلزال القوي وتداعياته على بيرو وسواحلها كان لها تأثير عميق على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، مما يجعلها محط دراسة للعلماء والمهتمين بفهم وتقييم تأثيرات الكوارث الطبيعية على المجتمعات البشرية.