في سنة 1810، وتحديدًا في يوم السبت الموافق للسابع عشر من شهر فبراير، شهدت قوس الهيليني في البحر الأبيض المتوسط حدثًا هامًا ومدمرًا للغاية. في بداية الساعة السابعة من الليل، شعر سكان القاهرة بثلاثة هزات قوية متتالية، استمرت مدتها الإجمالية حوالي أربع دقائق كاملة، مما تسبب في إثارة الرعب والهلع بين السكان. وفي فترة ما بعد الظهر، وقع زلزال آخر، بالرغم من أن قوته كانت أقل من الهزة الأولى، إلا أنه لازال خلق حالة من الفزع والتوتر بين الناس.
تسبب هذا الحدث الكارثي، الذي يعتقد أنه ناجم عن حدث زلزالي كبير، على الأرجح من النوع العميق المتوسط، في دمار هائل وخسائر فادحة في جزيرة كريت، حيث تم تدمير العديد من المناطق وفقدان العديد من الأرواح. وتأثرت جميع الجزر الأخرى في الجزء الجنوبي من الأرخبيل بأضرار متفرقة. وفي مالطا، أحدث الزلزال حالة من الذعر والهلع، وتسبب في أضرار طفيفة واسعة النطاق في العاصمة فاليتا، حيث تعرضت السفن في الميناء لاهتزاز عنيف. وامتدت آثار الحدث الى سوريا؛ حيث رصدت في اللاذقية مشاهد لمبانٍ قديمة غمرتها الأرض من قبل وظهرت على قاع حفرة قبل أن تُغلق مرة أخرى. كما شعر سكان مناطق وسط إيطاليا وتركيا وقبرص ومناطق مختلفة من شمال إفريقيا بالهزة. ورُصدت أضرار طفيفة في رشيد (روزيتا) والإسكندرية، حيث أثر الزلزال على الميناء والقنوات بتشكيل أمواج. ومن المحتمل أن تأثرت الهزة أيضًا بشكل قوي في واحة سيوة.
هذه الأحداث الكبيرة تبرز أهمية فهم عواقب الزلازل وتأثيراتها الواسعة على البنى التحتية وحياة السكان في المناطق المتأثرة، وتسليط الضوء على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية وتعزيز الهياكل البنيوية للحد من الخسائر في حالات وقوع كوارث مماثلة في المستقبل.