في السادس والعشرين من سبتمبر عام 1932، شهدت منطقة شمال بحر إيجه في اليونان حدثاً كارثياً للغاية، حيث وقع زلزال بقوة 6.9 درجات على مقياس ريختر، وتقع مركزه على ما يبدو في منطقة خليج إييريسوس. بعد ساعة تقريباً من وقوع الزلزال، شعر أحد العاملين على متن حفار بحري مرساة في نهر ستريموناس على بعد كيلومتر واحد من مصبه، بضجيج تدفق قوي، ورأى تيارًا ينتشر على طول النهر. استمر الأمر لمدة نصف ساعة، ثم عُكست اتجاه التيار، أي بدأ يتدفق في اتجاه النهر. وقد سُجلت موجة مد بحري بارتفاع متر واحد عند مصب نهر ستريتنوناس في خليج أورفاني عبر مقياس المد المؤقت الأوتوماتيكي، دون أن تسبب أي أضرار.
ووفقًا للتقارير، كانت شدة الزلزال في منطقة خليج إييريسوس قوية بمستوى X وبقوة 6.9 درجات على مقياس ريختر. وقد شهدت المنطقة الساحلية لتشالكيديكي تأثيرًا للموجات البحرية بمستوى II. ولاحظت تسونامي بقوة 3 في إييريسوس، حيث وصلت الأمواج المدمرة إلى 200 متر داخل البر. وارتفعت مستويات سطح البحر 2 متر على طول الخط بين هييريسوس وستراتوني، ودمرت الموجة البحرية سد مزرعة لتربية الأسماك في خليج بورتو لاغو.
تلك اللحظات القاتمة من تاريخ اليونان شهدت حالة من الفزع والخراب الشديد، حيث بلغت حصيلة الدمار مستويات قياسية، حيث تجاوزت الخسائر المادية الـ 25 مليون دولار، وتأثرت أكثر من ألف منزل بالدمار، وفقد العديد من الأشخاص حياتهم في هذا الكارثة الطبيعية الهائلة.