في الثامن من سبتمبر عام 1601، تعرضت وسط سويسرا لأحد أكبر الزلازل المعروفة في وسط أوروبا، حيث بلغت شدته المبدئية المقدرة ما بين الدرجتين السابعة والثامنة، وبلغت قوته الزلزالية 6.2 درجة على مقياس ريختر (مصدر الزلازل السويسري، 2002). وقد دمرت عدة أبراج في مدينة لوتسرن، وفي سجله التاريخي، أفاد رينوارد سيزات، مسجل لوتسرن في ذلك الوقت، بأن “ما أرعب الناس أكثر كان عودة نهر رويس المتدفق إلى بحيرة لوتسرن، بحيث أصبحت قاع النهر بين جزئي المدينة يكاد يجف تمامًا، وتمكن العديد من الأشخاص من عبوره على الأقدام، قبل أن يتقدم الماء مجددًا بشدة نحو المدينة” (سيزات، 1601، ص 884). وأثناء سيره على شاطئ البحيرة، سجل سيزات ملاحظات مثل: “تم رمي السفن على الشاطئ… حتى بلغ ارتفاع بعضها حتى مترين فوق مستوى البحيرة… اختفت الجزر الصغيرة والمناطق الضحلة” (سيزات، 1601، ص 883)، وكذلك “المنازل بأكملها مع الناس نائمين فيها” (سيزات، 1601، ص 887). وفي لوتسرن، كانت التذبذبات الدورية في مستوى البحيرة (التيار الملاحي) لها فترة قدرت بحوالي 10 دقائق وتقديرياً ارتفاع بين 1-2 متر (سيزات، 1601؛ سيغنتالر وآخرون، 1987). ولا يمكن أن يكون زلزال بهذه القوة قد تسبب مباشرة حركات المياه الضخمة هذه التي استمرت لعدة ساعات. في الواقع، ربط سيغنتالر وآخرون (1987) هذه الحركات المائية على نطاق واسع في عام 1601 بوجود تكوينين كبيرين من الانهيار في الطبقة الجوفية لبحيرة لوتسرن.
0
