في شهر فبراير من العام 1856، عصفت موجة من الهزات الأرضية بمنطقة خليج سان فرانسيسكو في شمال كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، مخلفةً وراءها خوفاً وهلعاً بين البحارة الذين كانوا على متن سفنهم. فقد أفادوا بأن المياه أصبحت ثقيلة للغاية وغير عادية، نتيجةً لتحريك الطين والرمال من قاع الخليج. ورغم عدم وجود سجلات توثق لهذا الحدث في الماريغراف، إلا أن الأجهزة كانت غير حساسة بما يكفي لتسجيل الاضطرابات ذات الفترة القصيرة. ولم تظهر أي علامة على هزّة مقياس المد الناتجة عن الزلزال أيضاً، مما يشير إلى احتمالية أن يكون مصدره انهيار جزئي تحت الماء.
وفي المدينة نفسها، سان فرانسيسكو، وقع أقوى زلزال (منذ عام 1848)، حيث استمرت الهزات لمدة عشر ثوانٍ، وصلت شدتها إلى 8 درجات. وارتفعت مياه خليج سان فرانسيسكو لتصل إلى مستويات مرتفعة لمدة خمس دقائق، ثم انخفضت بنصف متر (حوالي قدمين) تحت مستواها المعتاد.
يرجى العلم أن هذا الحدث لم يسفر عن خسائر بشرية جسيمة، واقتصرت الأضرار على مستوى محدود وتقدر بأقل من مليون دولار أمريكي. تظل هذه الواقعة ذكرى مهمة في تاريخ المنطقة، حيث تجسدت فيها قوة الطبيعة وتأثيرها المباشر على البيئة والسكان المحليين.