في الرابع من فبراير عام 1976، شهدت جواتيمالا حدثًا كارثيًا بتأثير زلزال مدمر بلغت قوته 7.5 درجات على مقياس ريختر، ترك خلفه آثارا وخسائر فادحة. حيث أن الزلزال الذي ضرب مدينة جواتيمالا في الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم أسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى، محدثا دمارا هائلًا في المنطقة المتضررة.
وعلى الرغم من شدة هذا الزلزال الذي ألم بالمدينة والمناطق المحيطة بها، إلا أنه لم يولد موجات مد عاتية أو تسونامي سواء على المستوى المحلي أو على مستوى حوض المحيط الهادي. وقد تلقت مرصد هونولولو تقارير سلبية عن عدم وقوع موجات تسونامي من جزيرة بالترا في الإكوادور ومن أكاجوتلا في السلفادور بعد الزلزال.
ومع ذلك، فإن الزلزال الذي ضرب جواتيمالا لم يمر دون أن تسجل أثره المأساوي، حيث تم توثيق تسجيل تسونامي صغير تأثيره في محطة مد ترتد في بويرتو كورتيز على الساحل الشمالي الشرقي لهندوراس. وقد بلغت أقصى ارتفاع لتلك الموجات المسجلة في هذه المحطة 0.7 قدم، أي ما يعادل 24 سنتيمترًا، مع وقت وصول الموجة الأولى حوالي الساعة 09:12 بالتوقيت العالمي، مما يشير إلى وقت سفر قصير للغاية قدره 10 دقائق فقط.
لذا، يظهر لنا أن هذا الزلزال الذي ألم بجواتيمالا قد أحدث تأثيرًا متعدد الأوجه، إذ تسبب في خسائر بشرية جسيمة وفي تسجيل موجات تسونامي على نطاق صغير، ما يعكس مدى القوة الهائلة التي كانت تحملها هذه الكارثة الطبيعية.