في الثامن عشر من نوفمبر عام 1865، وفي تمام الساعة الخامسة وأربعين دقيقة بالتوقيت المحلي، هز زلزال بقوة هائلة منطقة جنوب جزر تونغا، حيث بلغت قوته 8 درجات على مقياس ريختر، وشهدت المنطقة موجة مد عاتية بمستوى 3 من مقياس تسونامي. كانت هذه الزلازل والأمواج الناتجة عنها كافية لإحداث دمار محدود يُقدر بأقل من مليون دولار، وتأثيرها كان محدودًا على عدد من المنازل، حيث تضررت عدة منازل بينما ظل عدد قليل منها سليمة.
ومع بلوغ سفينة الإنجليزية “جون ويسلي” مياه البحر قرب جزيرة تاو، المكونة من مرجان، في الساعة الرابعة وعشرين دقيقة صباحًا، اصطدمت بالشعاب، ولكن بعد عدة هزات أرضية تم إعادة تعويمها بشكل كامل. بلغت قوة البحر ذروتها، حيث غمرت الأمواج سطح السفينة بشدة.
في تمام الساعة الخامسة وأربعين دقيقة، وبعد الزلزال القوي، أصبحت الأمواج أكثر خطورة، وبعد عشرين دقيقة فقط، سمع الجميع صوتًا مرعبًا على متن السفينة، وفورًا امتلأت بالماء وغرقت في عمق متر واحد، لكن تم إنقاذ الطاقم وجميع الركاب.
وأثر الزلزال على منطقة شاسعة، إذ كانت آثاره شديدة على جزر هاباي ونسبياً شديدة على جزيرتي ليفوكا وفافاو، حيث تم نزع الأثاث وتوقفت أقراص الساعات عن الحركة. وعلى متن البحر المفتوح عند 24 درجة جنوبًا و173 درجة و30 دقيقة غربًا، شُعر باهتزازات مماثلة على متن السفينة الأمريكية “سايرن” في الثامن عشر من نوفمبر في تمام الساعة السادسة صباحًا تقريبًا، مصحوبة برنين خافت.
في جزر تونغا، جاء الزلزال برفقة “حركة بحرية مفاجئة وعنيفة”، حيث غمرت المياه الأرض وجرفت كل ما وقف في طريقها.
وفي تمام الساعة التاسعة والعشرين من صباح الثامن عشر من نوفمبر في أفاروا، جزيرة راروتونغا في جزر كوك، وفي ظروف جوية جيدة مع نسيم خفيف من الجنوب الشرقي وعند حالة منخفضة للمد، انحسرت البحر تدريجياً إلى ما يقرب من متر وربع (4 أقدام) تحت علامة المد المنخفض العادية، حيث استنزفت تقريبًا المنطقة المائية للميناء بالكامل. ثم ارتفع مستوى المياه تدريجيًا متر وربع (4 أقدام) فوق أعلى مستوى للمد، لكن لم يكن هناك دليل على وجود أمواج. حدثت هذه الارتفاعات والانخفاضات بينما كان سطح المياه هادئًا تمامًا، وتكرر نفس المستويات مرتين وثلاث مرات. ثم، في غضون نصف ساعة، تناقصت الاهتزازات وعادت البحر إلى هدوئه واستعاد مستواه الطبيعي.
وقد ذهبت هذه الموجة التي أنقذت زوجاتنا الثمينات [على متن السفينة “جون ويسلي”] بعيدًا داخل اليابسة في بعض الجزر، حيث غمرت المياه جثث الموتى من قبورهم ودمرت عشرين منزلًا وقاربًا واثنتين من القوارب الكنو. انحسرت البحار أربعة عشر ميلًا في بعض الأماكن.
هذه هي الأحداث التي شهدتها هذه الزلزالات الهائلة التي أحدثت موجات تسونامي في جنوب جزر تونغا، محطمة سفينة ومحدثة اهتزازات في مناطق بعيدة، ودمرت منازل وأحيت ذكريات مريرة من الماضي العنيف.