في العام 2010، شهدت تشيلي واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخها، حيث ضرب زلزال بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختر الساحل الهادئ للبلاد في 27 فبراير. لم يقتصر الأمر على الزلزال فقط، بل تبعه تسونامي مدمر، مما تسبب في وفيات وخسائر هائلة على طول الساحل الشيلي.
بعد الحدث، أفادت التقارير الرسمية بوفاة أكثر من 156 شخصًا بسبب التسونامي في المناطق القريبة من مركز الزلزال، في حين لم تُبلغ عن وفيات بعيدًا عن مركز الزلزال. وقد أظهرت قياسات التضخم التي قام بها فريق مسح سريع نشرته اليونسكو أسبوع بعد الحدث قياسات لارتفاع الموجات تصل إلى 30 مترًا في المناطق الأكثر تضررًا على ساحل تشيلي، مع ارتفاعات مشتركة تتراوح بين 6 و 10 أمتار.
لم يقتصر الدمار على المناطق الساحلية فقط، بل امتد إلى الجزر الشيلية حيث ضربت موجة عاتية جزر خوان فرنانديز، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 8 أشخاص وفقدان 8 آخرين. كما شهدت مدينة تالكاوانو الساحلية دمارًا هائلًا، حيث بلغ ارتفاع الموجة البحرية المدمرة ما يقرب من 5 أمتار، مما أسفر عن غرائق مدمرة وفقدان منازل بأكملها في البحر.
وتعتبر جزيرة روبنسون كروزو من بين الجزر الأكثر تأثرًا، حيث دمرت الموجة البحرية الضخمة العديد من المباني وأدت إلى فقدان 5 أشخاص واختفاء 11 آخرين. وأدركت البحرية التشيلية أنها لم تقدم تحذيرًا كافيًا لهذه الجزيرة، مما أثار الكثير من الانتقادات.
وفيما يتعلق بآلية الكشف عن التسونامي وإصدار التحذيرات، فقد تبين أن الجهود كانت غير كافية، حيث فشلت في توفير تحذير فوري لسكان الجزر الشيلية، مما أدى إلى وفاة 5 أشخاص على جزيرة روبنسون كروزو واختفاء 14 آخرين.
تمثل هذه الكارثة نموذجًا صادمًا للدمار الذي يمكن أن تسببه الزلازل القوية والتسوناميات المصاحبة لها، وتسلط الضوء على أهمية تحسين نظم الإنذار المبكر والاستعدادات الطوارئ في المناطق المعرضة لخطر الزلازل والتسوناميات.