في الأول من ديسمبر عام 1928، وقع زلزال في منطقة وسط تشيلي أسفر عن دمار شامل في مدينتي تالكا وكونستيتوسيون. وقد شعرت سفن البخار “سانتا إليسا” و”بوسيدون” الموجودة على بعد 11-13 كيلومترًا من الشاطئ في كونستيتوسيون بزلزال بحري قوي، باتجاه فالبارايسو. وقد أفاد طاقم سفينة “سانتا إليسا” أن السفينة شعرت بـ “ارتجاف قوي؛ حيث بدا في البداية أن قوة ما كانت ترفعها فوق سطح الماء، ثم ترمي بها إلى العمق”. حيث تحركت أمواج غير عادية الحجم في كل اتجاه على سطح البحر، وكانت الليلة مضاءة بوضوح بفضل ضوء القمر، مما جعل من الممكن مشاهدة الأمواج على مسافة كبيرة. واستمر هذه الظاهرة لمدة لا تزيد عن 112 دقيقة. وأيضًا شعرت سفينة البخار “ماجدالا” بالزلزال البحري عند خط عرض 35°33.5′ جنوبًا وخط طول 72°54′ غربًا.
وفي جميع أنحاء صباح الأول من ديسمبر، لاحظت مد وجزر غير منتظمة وبارتفاع غير عادي قبالة سواحل وسط تشيلي: حيث ارتفعت مياه البحر بحوالي 1.5 مترًا فوق خط المد العالي اليومي في كونستيتوسيون.
وقد تسبب الزلزال في دمار شديد، حيث تضررت العديد من المنازل وفقد العديد من الأشخاص حياتهم، مما تسبب في خسائر مادية تقدر بملايين الدولارات. تلك اللحظات من الفزع والدمار والفقدان تظل محفورة في ذاكرة تاريخ تشيلي، تذكيراً بقوة الطبيعة وهشاشة حياة البشر في مواجهتها.