في العام 1835، في العشرين من شهر فبراير، وتحديدًا حوالي الساعة 11:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، هز زلزال عنيف منطقة وسط تشيلي بشكل مدمر، مصحوبًا بتسونامي قوي، وذلك من خلال مصدره القريب من كونسيبسيون.
وبدأت الأمور تتفاقم عندما بدأ الزلزال، حيث تقلبت سطح المياه في خليج كونسيبسيون (تالكاهوانو) بالكامل، وتحول لونها ليصبح داكنًا، مع إطلاق رائحة كريهة للغاية تشبه رائحة كبريتيد الهيدروجين. بعد نصف ساعة تقريبًا من الزلزال، انحسرت المياه في الخليج حتى وصلت إلى النقطة التي أصبحت فيها جميع الصخور والشعاب الصخرية عارية تمامًا. ثم عادت المياه وانحسرت مرة أخرى بحيث بدت السفن المرسومة في الخليج وكأنها على اليابسة. ثم مرت موجة ضخمة، قادمة من جزيرة كيريكينا، على طول الساحل الغربي للخليج، مما أسفر عن تدمير منازل واقتلاع أشجار وجرف كل شيء كان قابلاً للتحرك… وبعد عدة دقائق ، ظهرت موجة ضخمة ثانية، قادمة بضجيج وعنف أكبر من الموجة الأولى. على الرغم من ضخامة الموجة، إلا أن مرورها كان أقل تدميرًا نظرًا لعدم تبقي الكثير لتدميره… وبعد عدة دقائق من التوتر، شاهد السكان، الذين لجأوا إلى أراضٍ أعلى، موجة ثالثة تتدحرج بين جزيرة كيريكينا والبر الرئيسي. ظهرت هذه الموجة أكبر حجمًا حتى من الموجتين السابقتين (وفقًا لبعض الروايات كانت أصغر قليلاً)؛ حيث اجتاحت بقوة، محطمة كل ما واجهته من عقبات وجرفت كل شيء في طريقها. ثم فجأة، كما لو أنها اندفعت بعيدًا بواسطة التضاريس، انحسرت المياه، محملة بكميات هائلة من المقتنيات المختطفة من المنازل (حواجز، أثاث، إلخ.)، بحيث بدت بعد الجزر، البحر بأكمله مغطى بهذه الحطام.
شجعت هذه الكارثة السكان على البدء في مراقبة الأمواج المقبلة عندما تكون لا تزال على بعد 5-7 كيلومترات من الشاطئ.
تم الإبلاغ عن الأمواج على طول الساحل من فالبارايسو إلى جزيرة تشيلوي، على مسافة تزيد عن 1000 كيلومتر.
في خليج تالكاهوانو، توفيت امرأة عندما انطلقت في قارب مع ابنها، لكن… انشق القارب و توفيت المرأة غرقًا. بالقرب من ميناء نيبلا بورت، فالديفيا، توفي رجل وامرأة غرقًا، على ما يبدو أثناء جمع المحار. في الجزء المرتفع من ساحل تشيلي في منطقة الزلزال، أصبحت مياه خليج تالكاهوانو أضحوك، بينما ارتفعت شاطئ الخليج بحوالي متر واحد. ارتفعت ساحل سانتا ماريا بمقدار 2.5-3 متر في المنتصف، و3 أمتار في الشمال، و2.5 متر في الجنوب. ارتفعت جزيرة موتشا بنصف متر. ثم انخفض الكتلة المرتفعة ببطء وبعد شهرين، تم تقليل ارتفاع الشواطئ في تالشوانو إلى 0.5 متر. يبدو أن هذا الانحسار توقف بشكل متزامن مع توقف الهزات الارتدادية.