في صباح يوم 22 أكتوبر 1859، شهدت تسمانيا في أستراليا حدوث زلزال محلي في منطقة رأس Circular، الذي أدى إلى تحرك سفينة شراعية مرساة في خليج Duck عدة أقدام. وقد أفادت صحيفة “لاونسيستون إكزامينر” في 1 ديسمبر 1859 بأن الزلزال في Circular Head. حيث ذكرت أنه منذ آخر تواصل لهم في الصحيفة بتاريخ 10 من الشهر نفسه، تم تسجيل وقوع أربعة هزات أرضية إضافية، حيث حدثت واحدة يوم الأحد الماضي الموافق للعشرين من الشهر، في تمام الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، وكانت مصحوبة بضجيج متكرر، وتحرك واضح للأرض. وكان الجو صافياً ودافئاً، وكانت قراءة البارومتر 30 بوصة. وثاني هزة وقعت ليلة يوم الاثنين أو صباح يوم الثلاثاء الموافق للـ22 من الشهر نفسه، كانت أخف بقليل، وثالثها كانت في الصباح الباكر قبل الخامسة بعشر دقائق. وكانت هذه الهزة الأخيرة الأشد حدوثاً على الإطلاق في المستعمرة؛ حيث تحركت الأرض كموجة هائلة، مفزعة الناس في كل أنحاء المنطقة. وقد سُجلت الأضرار الوحيدة التي تم التأكد منها حتى الآن هي تدمير فرن من الطوب على مزرعتي، وسقوط جزء من مدخنة من حجر، مما أسفر عن كسر جزء من سقف مستودع؛ وتصدع مدخنة على مزرعة أندرسون في نهر بلاك، وأضرار كبيرة في منزل السيد فورد في هايفيلدز. ولاحظ أن سفينة الأمير ويلز، المرسومة في ميناء خليج Duck، كانت حبل ربط القوارب في مقدمتها مشدودًا وحبل ربط القوارب في خلفيتها فضفاضًا، مباشرة قبل الهزة، بينما كانت الحالة العكسية صحيحة مباشرة بعد ذلك، مما يظهر أن السفينة قد تحركت بضعة أقدام.
ووفقًا لصحيفة “الزمرد اليومية لمدينة هوبارت” في 23 نوفمبر 1859، تم تسجيل الزلزال في رأس Circular Head. حيث أفادت الصحيفة بأنه في صباح تلك اليوم وعند الساعة الخامسة إلا عشر دقائق، شهدت المنطقة هزة أرضية عنيفة، أرعبت سكانها خروجًا من أسرّهم، حتى خروجًا من منازلهم، حيث كان العديد يتوقع سقوط المنازل. وكانت الهزة قوية لدرجة أن النساء كانوا يركضون في ثياب النوم خارج منازلهم بلا علم بسبب الحالة التي أصابتهم بالذعر. وسبقت الهزة صوت رنين منخفض استمر لمدة دقيقة، ثم تبعتها اهتزازات هائلة، قاطعة الزجاجات والأواني الفخارية وتسببت في ضجيج عالٍ… واتجهت الهزة من الشمال إلى الجنوب تقريبًا على ما يبدو. وكانت هذه الهزة الثانية الشديدة التي شهدتها المنطقة خلال الشهر الأخير. وكانت هناك هزة شديدة حدثت يوم الأحد السابق عند الساعة الثالثة بعد الظهر، وكانت هناك على الأقل هزتين سابقتين خلال الليلة السابقة ولكن لم تكن بنفس الشدة التي ذكرتها.
هذه المعلومات توثق الأحداث التي وقعت في تلك الفترة بشكل دقيق، حيث تصف الصحف الأحداث بتفصيل مدهش، وتعكس الرعب والدهشة الذين عاشهما سكان المنطقة جراء تلك الهزات الأرضية القوية.