في الرابع والعشرين من شهر سبتمبر عام 1963، عندما كان العالم يدقق النظر إلى عواصف الحياة ويتنقل في همومه اليومية، هز زلزال قوي أرض البيرو الوسطى. كانت لهذا الزلزال أثره الخاص على سطح الأرض وقلوب الناس، فقد بلغت قوته 7.0 درجات على مقياس ريختر، مما يجعله زلزالًا لا يُستهان به، ولكن بالرغم من هذه القوة الكبيرة، فإن عمقه كان يبلغ حوالي 75 كيلومتراً تحت سطح الأرض.
وكأي عملية تحرك قوي في باطن الأرض، فإن له أثره على سطحها، ولهذا الزلزال تبعه موجة بحرية تسونامية محتملة، حيث وصفت هذه الموجة بأنها “تسونامي مشكوك في صحته”. رغم أنه لم يتم تأكيد حدوث تسونامي بوضوح، فإن الاهتزازات القوية التي أحدثها الزلزال قد تركت آثاراً واضحة على الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية.
وما أضاف لأثر هذا الزلزال هو موقعه الجغرافي، حيث وقع في قلب البيرو الوسطى، بالتحديد عند التقاء خط العرض 10.6 جنوبًا وخط الطول 78 غربًا، في منطقة معروفة بتضاريسها الوعرة وتاريخها الجيولوجي المعقد.
وعلى الرغم من أن التقارير تشير إلى أن الزلزال لم يلحق أضراراً جسيمة، إذ وُصفت الأضرار بأنها متوسطة بحدود مليون إلى خمسة ملايين دولار، وكذلك تحدث عن وفاة عدد قليل من الأشخاص، تتراوح بين واحد وخمسين شخصًا، إلا أن طبيعة الزلازل تذكرنا دائمًا بقوة الطبيعة وتأثيرها على حياة البشر والبيئة التي نعيش فيها.
وفي هذا الزمن الذي تعم فيه المعلومات والتكنولوجيا، نجد أنفسنا نتذكر هذه الأحداث التاريخية، ونأمل أن نستفيد منها لتقوية إجراءات السلامة والتأهب لمثل هذه الظواهر الطبيعية، وذلك لتقليل الخسائر المحتملة في المستقبل.