في عام 1959، وتحديدًا في الثامن عشر من شهر أغسطس، شهدت منطقة بحيرة هيبغن في ولاية مونتانا الأمريكية حدثًا طبيعيًا بأبعاد هائلة، حيث تعرضت لهزة أرضية مدمرة بلغت قوتها 7.5 درجة على مقياس ريختر. وقد ارتبطت هذه الهزة الأرضية بانهيارات طبيعية كبيرة، وتشققات طولية في الأرض، وتجمعات واندفاعات للتربة، بالإضافة إلى حدوث انزلاقات أرضية ضخمة.
وتجلى تأثير هذه الزلازل بشكل خاص في بحيرة هيبغن، حيث سجلت آثارًا واضحة للانهيارات الأرضية، وتحركات في أعماق البحيرة نفسها. وفي هذا السياق، سجلت معلومات تشير إلى أن الهزة الأرضية تسببت في ميل شمالي لأسفل قاع بحيرة هيبغن، مما أدى إلى تشكل موجة مائية ضخمة بلغ ارتفاعها نحو 20 قدمًا، والتي عبرت سد هيبغن بعد ذلك بفترة قصيرة، تلتها عدة موجات فرعية بارتفاع 3-4 أقدام.
وبسبب هذه الظاهرة الطبيعية الهائلة، فقد تسببت الأضرار بشكل جسيم في المنطقة المحيطة، حيث تقدر الخسائر المالية الناجمة عن هذا الحدث بملايين الدولارات، حيث بلغت الأضرار المالية من 5 إلى 24 مليون دولار أمريكي. ومن الجدير بالذكر أن عدد الوفيات نتيجة لهذا الحدث كان محدودًا، حيث تراوح بين شخص واحد وخمسين شخصًا فقط.
تأثير هذا الزلزال والانهيارات الأرضية المرتبطة به كانت شديدة للغاية، وقد تركت آثارًا دائمة على المنطقة المتضررة، ولا سيما بحيرة هيبغن ومحيطها. وتظل هذه الحادثة من بين الأحداث الطبيعية القليلة التي تعتبر استثنائية بما فيه الكفاية لتسبب موجات مائية في بحيرة داخلية، وتشكلت على إثرها مخاطر كبيرة للبيئة والسكان المحليين على حد سواء.