في الثامن من سبتمبر عام 2017، وقع زلزال بقوة 8.2 درجة على مقياس ريختر قبالة الساحل الهادئ لجنوب المكسيك، مما أدى إلى تكوُّن تسونامي صغير إلى متوسط الحجم، حيث تم رصد موجاته على طول الساحل الهادئ في المنطقة المتأثرة بالزلزال. ووفقًا لقياسات مستوى المياه الأولية التي أجراها ستيوارت وينستين من مركز تحذير تسونامي المحيط الهادئ (PTWC)، تم تسجيل التسونامي على العديد من محطات قياس مدى المد والجزر في جنوب المكسيك والسلفادور. واستنادًا إلى هذه المعلومات، فإن أكبر ارتفاعات للتسونامي حدثت خلال الساعات الخمس الأولى من أوقات الوصول المرصودة على كل محطة لقياس مدى المد والجزر باستثناء موقع السلفادور، حيث بلغت الذروة بعد 14 ساعة من الوصول الأول. وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على يوتيوب وقوع فيضانات طفيفة على طول الواجهة البحرية لمرفأ بويرتو تشياباس. وفي الحقل البعيد، كانت أقصى ارتفاعات التسونامي من هذا الحدث جميعها أقل من 0.35 متر، وهو الارتفاع المقاس في أوينجا، جزر تشاتام في نيوزيلندا.
تم تسجيل موجات التسونامي المرتبطة بالزلزال أولاً في محطة قياس مدى المد والجزر في هواتولكو في تمام الساعة 5:04 صباحًا (توقيت جرينتش)، بعد 12 دقيقة من وقوع الزلزال. وتمت متابعة الملاحظات الميدانية على طول 41 كيلومترًا من ساحل تشياباس، شملت المواقع التي توقعت أعلى ارتفاعات للأمواج بناءً على نموذج التسونامي الأولي (أقصى ارتفاع للتسونامي بين 94.5 و 93.0 درجة طولاً). وقد تم قياس الارتفاعات الناتجة عن الأمواج والمسافات المغمورة على ثمانية مواقع. وقع التسونامي عند حدوث جزر منخفضة. وبلغ أقصى ارتفاع للموج عند بوكا ديل سيلو حوالي 3 أمتار، وكانت المسافة القصوى للغمر 190 مترًا في بويرتو أريستا، مما يتناسب مع الساحل أمام مركز الزلزال وفي القطاع الوسطى من خليج تيوانتيبيك. وكان من الواضح وجود تآكل وتأثير التسونامي على ساحل تشياباس. وبلغت الرواسب التسونامية، التي تتألف في الغالب من الرمال، سماكة تصل إلى 32 سم وتنحسر نحو اليابسة حتى مسافة تصل إلى 172 مترًا.
هذه هي الأحداث المروعة التي تجلبها الطبيعة، والتي تذكرنا بقوتها وتأثيرها الهائل على البيئة والحياة البشرية، وتؤكد على أهمية التحذير المبكر واتخاذ التدابير الوقائية للتصدي لمثل هذه الكوارث والتقليل من تأثيرها المدمر.