في العاشر من يوليو عام 1958، تعرضت منطقة جنوب شرق الألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية إلى حادثة مدمرة للغاية، حيث وقع زلزال بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، مما أدى إلى وقوع سلسلة من التسوناميات المتتالية والمدمرة جراء انهيارات صخرية تحت الماء وعلى سطح الأرض.
كان مركز الزلزال قرب خليج بالما على الساحل الشمالي لمضيق كروس، حيث شهدت مناطق مختلفة من المنطقة مشاهد للدمار الهائل. تأثرت مدن مثل جونو وسكاجواي ورانجل بكسر الكابلات تحت الماء، مما تسبب في قطع التيار الكهربائي والاتصالات. وقعت حالات وفاة بسبب انهيار صخور تحت الماء قرب جزيرة خانتاك في خليج ياكوتات، حيث لقي 3 أشخاص حتفهم وتضررت قارب. ولاحظ انهيار هائل في خليج ليتويا، مما أدى إلى اندفاع مياه عاتية بارتفاع يصل إلى 525 مترًا – أعلى بـ 400 قدم من مبنى إمباير ستيت. تسبب الانهيار الضخم في خسائر فادحة، حيث دمرت 2 قاربًا ولقي شخصان حتفهما. تم غسل ما يقارب 30 مليون متر مكعب من التربة والمواد الفضفاضة، بالإضافة إلى عشرة كيلومترات مربعة من الغابات. تم تدمير مجموعات من الرخويات وكوخ صيد، ومعدات تعدين جراء هذا الارتفاع الهائل للمياه. بلغت الخسائر الإجمالية للممتلكات – بشكل أساسي من خسائر القوارب الثلاثة – أكثر من 100،000 دولار.
الزلزال أدى أيضًا إلى حدوث عدة انهيارات صخرية وانزلاقات صخرية في مناطق مختلفة، حيث شهدت خليج التشاؤم انهيارًا في فم نهر ألسيك مما أدى إلى ارتفاع موجة بارتفاع يصل إلى 1-2 أمتار، وتسبب في فيضان المناطق النهرية. وفي خليج الجليد، تسبب انهيار الصخور في تكون موجات صغيرة لا تتجاوز 1/2-1 مترًا في الارتفاع. وشهد ميناء ديكسون موجات مماثلة بعد دقائق قليلة من وقوع الزلزال.
ومن بين أكثر الأحداث كارثية، حيث وقعت في خليج ليتويا، الذي يعتبر سريرًا بحريًا على شكل “تي” لجليد قديم تمامًا، حيث انهارت كتلة ضخمة من الصخور في خليج جيلبرت من الشاطئ الشمالي الشرقي. وتسبب اندفاع المياه من الخليج جراء هذا الانهيار الضخم في ارتفاع ضخم، حيث قطعت الموجة الهائلة كامل خليج ليتويا من خليج جيلبرت إلى البحر بسرعة تصل إلى 150-200 كيلومتر في الساعة، مما دمر شواطئ الخليج بأكمله. وقد تسببت الانزلاقات التكتونية في مصدر الزلزال، وربما الموجة الناتجة عن خليج ليتويا، في توليد تسونامي صغير، تم تسجيله على مقاييس المد البعيدة.
وتفيد المعلومات بأن الكتلة الرئيسية للانزلاق، كما هو موضح في الرسم البياني، كانت مثلثة الشكل تقريبًا في القطاع العرضي، بأبعاد تبلغ 2400 قدم و 3000 قدم على طول المنحدر، وسمك أقصى يبلغ حوالي 300 قدم عموديًا على المنحدر، ومركز ثقل عند ارتفاع يبلغ حوالي 2000 قدم. وبناءً على تلك الأبعاد وافتراض كتلة الصخور ذات الكثافة النوعية 2.7، فإن حجم الكتلة الصخرية ووزنها يبلغان على التوالي 40 مليون ياردة مكعبة و 90 مليون طن.
هذه الحادثة لا تمثل فقط تأثيرًا هائلًا على المنطقة المتضررة، بل تُظهر أيضًا قوة وخطورة الظواهر الطبيعية التي قد تنجم عن الزلازل والانهيارات الصخرية، مما يبرز أهمية فهمها وتقييمها بشكل كامل للتخفيف من المخاطر المحتملة في المستقبل.