في عام 1857، وتحديدًا في اليوم السابع عشر من شهر سبتمبر، تعرضت منطقة بحر مرمرة، التابعة لتركيا، لحدث طبيعي مدمر، تمثل في زلزال عنيف أحدث تأثيرات واسعة النطاق. تلك اللحظات الرهيبة شهدتها البحر المتوسط، حيث تم تسجيل الزلزال الذي تراوحت مدته بين 20 إلى 30 ثانية، والذي أثر بشكل أساسي على منطقة اسطنبول، محور الحضارات القديمة والحديثة.
بدأت الأحداث بانبعاث اهتزازات رأسية تحولت إلى تذبذبات أفقية، مما أدى إلى إحداث تأثيرات كارثية على طول ساحل مضيق البسفور، مصدر الحياة والتجارة للمدينة التاريخية. لم يقتصر تأثير هذا الزلزال على الهزات الأرضية فقط، بل كان له أيضًا تأثير على المياه الجوفية، حيث شهدت جودة وكمية المياه المستمدة من بئر تغذي مصنعًا للجعة في منطقة كوروجيسمي على الساحل الشمالي للبسفور تغيرًا ملحوظًا. لم تشهد أقبية المصنع أبدًا في السابق أي فيضانات بمياه البسفور، ولكن بعد الزلزال، بدأت تتعرض لتسرب مياه البحر بمقدار 10-15 سم، عندما بدأت رياح جنوبية قوية في النفخ وارتفع مستوى المياه في المضيق.
فسر صاحب المصنع هذه الظاهرة على أنها انخفاض في مستوى الأرض، وظهرت حالة مماثلة من الانخفاض على جميع المنازل الساحلية. هذا الزلزال لم يسفر فقط عن تدمير مادي محدود، حيث تقدر الخسائر بأقل من مليون دولار، ولكنه أيضًا أثر على بنية السكان المحلية ومستوى الحياة. إنه لموقف مروع للغاية يذكرنا بقوة الطبيعة وهشاشة البنية التحتية في وجه تلك القوى الهائلة.