عام 1892، في الثالث والعشرين من شهر مارس، شهدت شمال تشيلي حدثاً مدمراً للغاية، حيث ضرب زلزال عنيف منطقة أريكا مصحوباً بموجة بحرية عاتية، مما أدى إلى إشعار الفزع الشديد بين سكانها. تأثير هذا الزلزال القوي لم يقتصر فقط على أريكا، بل شعر به أيضا في مدن أخرى مثل فالبارايسو وسانتياغو، مما أثار حالة من الهلع والقلق بين السكان في تلك المناطق.
وفقًا لتقرير نقلته جريدة Herald عن بلاغ وصلها من فالبارايسو بتاريخ 27 مارس، فإن الزلزال الذي ضرب منطقة أريكا في بيرو كان قوياً جداً، وكان مصحوباً بموجة بحرية عاتية، مما أثار حالة من الهلع بين سكان الميناء.
وفي اليوم التالي، تم رصد هزة أرضية خفيفة في تمام الساعة الثانية بعد الظهر، تلاها زلزال آخر استمر لمدة عشرة ثوانٍ. كانت الاهتزازات تتجه من الشمال إلى الجنوب. وفي أريكا، شهدت الساعة الثانية والعشر دقائق بعد الظهر زلزالاً قوياً جداً استمر لمدة ثلاثين ثانية، حيث انهارت العديد من الجدران نتيجة لهذا الزلزال العنيف، وكانت البحر مضطرباً بشكل كبير.
تلك الأحداث الهائلة جاءت بعدد كبير من التقارير التي تشير إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالممتلكات، إذ تعرضت العديد من المباني للتدمير جزئياً أو كلياً، وتسبب الزلزال في إحداث خسائر مادية كبيرة، تقدر بملايين الدولارات. كما أن العواقب البشرية لم تكن أقل خطورة، إذ أثر هذا الحدث المدمر على حياة الناس بشكل كبير، مع تسجيل خسائر في الأرواح وحالات من الإصابات.
يعتبر هذا الحدث مؤشراً على قوة الطبيعة وهشاشة البشرية أمام غضبها، حيث يجسد الزلزال والموجة البحرية العاتية مدى التحدي الذي يواجهه الإنسان في تلك المناطق الجغرافية المعرضة لمثل هذه الكوارث الطبيعية.