في العام 554، في شهر أغسطس، تحديدًا في اليوم الخامس عشر، شهد البحر الإيجاين وجزيرة كوس حدثًا مدمرًا، حيث ضرب زلزال عنيف هذه المنطقة وسواحل جنوب غرب الأناضول. كان الزلزال بقوة 7.0 درجات على مقياس ريختر وشعر به حتى في القسطنطينية والعراق والإسكندرية، وتسبب في خسائر هائلة في مناطق واسعة. فقد تم تدمير العديد من المنازل والمعابد وأسوار المدن، وفقد العديد من الأشخاص حياتهم جراء هذا الحدث الكارثي. وتم الإبلاغ عن وقوع الدمار في فلسطين والجزيرة العربية ومناطق أخرى أيضًا. واستمرت الهزات الارتدادية تحت الأرض لمدة 40 يومًا وليالٍ.
وفي اليوم التالي، أي في السادس عشر من أغسطس، ضرب زلزال آخر السواحل الجنوبية الغربية لتركيا وكوس وجزر سبوراديس، حيث كانت شدته 7.0 درجات على مقياس ريختر.
وفي نفس العام 554، تحديدًا في الخامس عشر من أغسطس، تأثرت السواحل الجنوبية الغربية للأناضول وخليج مندليا وجزيرة كوس وجزر سبوراديس بزلزال آخر. أدى هذا الزلزال إلى دمار جزيرة كوس ومعبد إسكلابيوس. وبعد الزلزال، جاءت موجة مد عاتية ونظفت ما تبقى من آثار الدمار الناجم عن الصدمة.
وفي العام 551، ضرب زلزال وموجة بحرية زلزالية جزيرة كوس، مما تسبب في أضرار جسيمة. تم تدمير معظم مدينة كوس تقريبًا، وكذلك معظم أجزاء الجزيرة، وكانت الخسائر البشرية فادحة. بقيت بعض المنازل المبنية من الطوب غير المحروق أو الطين سليمة، لكن معظم المنازل التي بنيت من الحجر تحولت إلى أنقاض، وتلوثت مياه الشرب أيضًا بسبب الموجة البحرية. وقد زار أغاثياس جزيرة كوس بعد وقوع الحادث، وتمكن من رؤية آثار الدمار، ورغم أن تاريخ الحدث غير مؤكد بشكل كامل بسبب تشتت تواريخ أغاثياس، فإن الأحداث التي وقعت في تلك الفترة تظل موثقة بالتأثيرات الكارثية التي خلفتها.
وفي العام 556، وفي موقع يقع عند إحداثيات 36.80 شمالًا و 27.30 شرقًا، وقع حدث تسونامي مؤكد، والذي يعود تاريخه إلى حوالي العام 556، ولكن التاريخ الدقيق للحدث لا يزال غير مؤكد. حيث يشير بعض المصادر إلى وقوع الحدث في عام 554، بينما تشير أخرى إلى عام 558.
مع الأخذ في الاعتبار هذه الأحداث المتتالية والتي تحدثت عنها المصادر التاريخية، فإنها تعكس الواقع الصعب الذي عاشته منطقة البحر الأبيض المتوسط في تلك الفترة، حيث كانت الزلازل والتسوناميات تهدد حياة السكان وتسبب في دمار هائل في البنية التحتية والممتلكات، مما يؤكد على ضرورة الاستعداد والتأهب لمثل هذه الكوارث الطبيعية واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة لحماية الحياة البشرية والممتلكات.