في يوم الثامن من شهر يوليو عام 1909، تعرضت جزر فانواتو لهزات أرضية عنيفة، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية متوسطة وتدمير عدد من المنازل. تلك الهزات الأرضية التي ضربت منطقة جزر فانواتو، وخاصةً جزيرة إسبيريتو سانتو والتي تعتبر الأكبر في مجموعة جزر نيو هيبريدز، شعر بها بشكل شديد في قنال دي سيجوند. حيث تعرضت المنازل في هذه المنطقة لأضرار جسيمة جداً، حيث اهتزت المباني بشكل مرعب وتساقطت الأثاث والأواني الفخارية على الأرض. وفي حوالي الساعة السابعة مساءً، وقعت صدمة عنيفة، حيث تأرجحت المنازل بشكل مخيف وانهارت جميع المنازل في قنال دي سيجوند، باستثناء منازل السادة لوهبرغر وراتارد. وشعر السكان طوال الليل بالصدمات، ولكن بشدة أقل. وكان من الحظ السعيد أن الهزات وقعت في وقت مبكر من المساء، حيث تم تدمير المنازل الحجرية للسادة بوجن وهوشارد في جزيرة إسبيريتو سانتو، حيث تحولت إلى ركام من الحجر والأسمنت. وفي بورت فيلا، العاصمة الحالية أو المقر الرئيسي، لم يشعر سوى بصدمة طفيفة فقط. وكان بركان جزيرة أمبريم نشطًا بشكل كامل، حيث أعلن سكان المنطقة أنهم لم يروا ذلك الانفجار العنيف من قبل.
وفي الأيام التالية، جلبت سفينة البريد الفرنسية “نيرا” تفاصيل إضافية عن الهزة الأرضية الشديدة في جزر فانواتو. حيث أصبح بركان جزيرة أمبريم فجأة نشطًا، وأطلق كميات هائلة من الحمم، حيث ارتفعت النيران عاليًا في السماء. وفي نفس الوقت، بدأت الأرض ترتعش، وتم تدمير 10 منازل على طول شواطئ قنال دي سيجوند. وشعر السكان في جزيرة سانتو بصدمات شديدة جدًا في يومين متتاليين. حيث هزت المنازل بشكل عنيف وانهارت العديد منها. وقد تعرضت السيدة ريتارد لإصابات جسيمة بعد أن تم طرحها خارج منزلها وتم تحطمها ضد شجرة بقوة، مما أدى إلى فقدانها الوعي. وتم إنقاذ طفلين كانا نائمين في سرايرهما من أحد المنازل المنهارة في الوقت المناسب، وتعرض العديد من المستوطنين لإصابات بسبب الأنقاض المتطايرة. وتعرضت السفينتان “أوي أوي” و”إيميل ميرسيت” أثناء رسوهما في مالو لموجة بحرية ناتجة عن الزلزال، لكنهما لم تتعرضا لأضرار خطيرة على الرغم من أنهما اهتزا بشكل عنيف.
هذه الأحداث التي وقعت في جزر فانواتو عام 1909 تعكس حجم الدمار والخطر الذي يمكن أن يتسبب فيه الزلازل والثوران البركاني، وكذلك تؤكد على الأهمية القصوى للتحذير المبكر واتخاذ التدابير الوقائية للحد من الخسائر البشرية والمادية في مثل تلك الظروف الطبيعية القاسية.