في عام 1811 وتحديدًا في 16 ديسمبر، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة من الزلازل الضخمة المعروفة باسم زلازل نيو مادريد، والتي تمثلت في ثلاث هزات أساسية، حيث بلغت شدتها الأكبر 8.5 درجة على مقياس ريختر. تم تسجيل هذه الزلازل في منطقة نيو مادريد في ولاية أركنساس بالقرب من نهر المسيسيبي. وقد كان لهذه الزلازل تأثيرات مدمرة، لا سيما فيما يتعلق بتوليد موجات عملاقة في الأنهار المحلية.
تعتبر هذه الزلازل من بين أقوى الزلازل التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية في التاريخ المسجل، وأثرت بشكل كبير على البيئة المحيطة والمجتمعات القريبة. فقد وصف الشاهدون حينها كيف انحسرت مياه نهر المسيسيبي في البداية ثم ارتفعت بشكل هائل، مما تسبب في حدوث موجات ضخمة غمرت القوارب وأحدثت دماراً هائلاً على طول الأنهار المحلية. وقد وقعت العديد من الخسائر البشرية، حيث لقي العديد من الأشخاص حتفهم في هذه الكوارث، إضافة إلى تدمير العديد من السفن والمراكب وتشكيل أضرار مادية هائلة.
وتظهر التقارير التاريخية أن هذه الزلازل تسببت في ظواهر غير عادية في بعض المناطق البعيدة، حيث شهدت بحيرات مثل بحيرة بيستينيو في حدود تكساس ولويزيانا ارتفاعات غير مسبوقة في منسوب المياه. كما يُعتقد أن بحيرة كادو، التي تقع في نفس المنطقة، قد تشكلت نتيجةً للزلزال والانخفاض المصاحب له.
وفيما يتعلق بالتأثيرات الجانبية، فقد شهدت مناطق بعيدة مثل أورشارد ليك في ميشيغان ظواهر غريبة، حيث أفادت التقارير بأن المياه في البحيرة بدأت تغلي وتتقاذف كما لو أنها كانت في وعاء كبير فوق نار حارة، مما أدى إلى ظهور أعداد كبيرة من السلاحف على الشاطئ.
بالنظر إلى تلك الكوارث الطبيعية الضخمة والتدمير الهائل الذي خلفته، يظهر أن الزلازل في نيو مادريد كان لها تأثيرات عميقة وواسعة النطاق على البيئة والمجتمعات المحلية، مما يجعلها حدثاً لا يمكن نسيانه في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مستوى العالم أجمع.