تُعتبر منطقة شبه جزيرة كامتشاتكا في روسيا وجزر كوريل من المناطق التي شهدت أول زلازل تسونامي في التاريخ المسجل عن طريق محطات الزلازل. قام كل من B. Gutenberg و C. Richter بتحديد القيم المتوسطة لإحداثيات مركز الزلزال عند 52 درجة شمالًا و 150 درجة شرقًا، وتوقيتات حدوث الزلازل الرئيسية في يونيو، حيث وقعت في اليوم 25 (بالتقويم الجديد) في الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش، وفي اليوم 25 في الساعة 21:00، وفي اليوم 27 في الساعة 00:09.
وقد أفاد Sil’nitsky، بعد تقرير عن النشاط البركاني الذي سبق الزلزال، بأنه في الساعة السابعة صباحًا تكرر الزلزال. وفي ذلك الوقت، ترافق الزلزال مع ظواهر تتمثل في ظهور موجة ضخمة على سطح خليج أفاتشا الزجاجي، حيث وصلت إلى الشاطئ وألقت بالقوارب والمراكب التي كانت مرسوة هناك إلى مسافة تبلغ 30 سازنًا أعلى. وقد تصدعت المنحدرات الساحلية المحيطة بمدخل خليج أفاتشا، وسقطت كتل الأرض في البحر مع دوي هائل. وتحت الأرض، في اتجاه من هضبة سيجنال إلى مخروط أفاتشا، كان هناك دوي مرعب، كصوت إطلاق العديد من المدافع. وبدأت هضاب كورياتسكايا وأفاتشا في التدخين، واستمرت الصدمات الجوفية طوال يوم 13 يونيو [26 يونيو بالتقويم الجديد] مع انقطاعات لا تتجاوز ساعة واحدة.
وبناءً على ما ذكره Sil’nitsky، فإن تسونامي تم ملاحظته فقط في الزلزال الثاني من يونيو. وفي إعادة طبع قصة A. Sil’nitsky في نشرة اللجنة المركزية الزلزالية الدائمة، ارتكب G.V. Levitsky إهمالًا بارزًا. حيث قال Sil’nitsky: “في ذلك الوقت، ترافق الزلزال مع الظواهر التالية…”، ولكن في النشرة قرأنا: “في الساعة السابعة صباحًا تكرر الزلزال على شكل الظواهر التالية…”، وبالتالي، وفقًا لـ Sil’nitsky، في الساعة 7 تم ملاحظة زلزال وتسونامي، في حين أنه وفقًا للنشرة كان التسونامي فقط، مما يضطر القارئ إلى ربطه بالزلزال في الساعة 3.
وبناءً على هذه المعلومات، يمكن استنتاج أن الزلازل الشديدة في منطقة كوريل-كامتشاتكا في يونيو 1904 أحدثت موجات تسونامي تسببت في أضرار كبيرة على السواحل والممتلكات، مما يبرز أهمية دراسة الزلازل والتحذيرات المبكرة من التسونامي لتقليل الخسائر البشرية والمادية في المستقبل.