كيفية زراعة نبات المورينجا

تُعتبر المورينجا (Moringa oleifera)، والمعروفة أيضاً بشجرة المعجزة أو شجرة الحياة، من النباتات ذات القيمة العالية في الطب الشعبي والتغذية والبيئة، حيث تحتوي على تركيبة غذائية استثنائية تضم الفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، ومضادات الأكسدة. تنتمي هذه الشجرة إلى الفصيلة البانية (Moringaceae)، وهي شجرة سريعة النمو ومتحملة للجفاف، مما يجعلها مناسبة للزراعة في المناطق ذات المناخ الحار والجاف مثل المناطق العربية وشبه القاحلة في إفريقيا وآسيا. هذا المقال يستعرض بالتفصيل كل ما يتعلق بزراعة المورينجا من التحضير وحتى الحصاد والعناية.

البيئة المناسبة لنمو المورينجا

المناخ

المورينجا من النباتات التي تنمو بشكل مثالي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. تتحمل درجات الحرارة المرتفعة حتى 45 درجة مئوية، لكنها لا تتحمل الصقيع أو درجات الحرارة المنخفضة لفترات طويلة. تُعد البيئة الجافة المشمسة أكثر ملائمة لنموها من البيئات الرطبة التي قد تسبب تعفن الجذور.

التربة

يفضل نبات المورينجا التربة الرملية أو الطينية الخفيفة ذات التصريف الجيد. تكره التربة الثقيلة المتماسكة والمشبعة بالمياه. الرقم الهيدروجيني (pH) المثالي للتربة يتراوح بين 6.3 و7.5. ويُنصح بتحسين التربة بإضافة مادة عضوية كالكمبوست لزيادة الخصوبة وتحسين التهوية.

طرق إكثار المورينجا

يمكن زراعة المورينجا بطريقتين رئيسيتين:

1. الزراعة بالبذور

2. الزراعة بالعقل (أجزاء من الساق)

أولاً: الزراعة بالبذور

تُعد الطريقة الأسهل والأكثر شيوعاً. تتوفر بذور المورينجا بكثرة، وتتميز بنسبة إنبات عالية عند توفر الظروف المناسبة.

خطوات الزراعة بالبذور:

• اختيار بذور ناضجة وصحية ذات لون بني داكن.

• نقع البذور في ماء دافئ لمدة 12-24 ساعة لتسريع الإنبات.

• تجهيز أحواض زراعة أو أكياس بلاستيكية تحتوي على مزيج من التربة الرملية والكمبوست بنسبة 2:1.

• زراعة البذور على عمق 2-3 سم.

• ري التربة بانتظام مع الحفاظ على رطوبة معتدلة دون إغراق.

• تبدأ البذور بالإنبات خلال 7 إلى 14 يوماً.

ثانياً: الزراعة بالعقل

طريقة بديلة تستخدم غالباً في المناطق التي تتوفر فيها أشجار مورينجا ناضجة. تُستخدم الأغصان الخشبية بطول 1 إلى 1.5 متر وقطر لا يقل عن 4 سم.

خطوات الزراعة بالعقل:

• تقطيع الساق بزاوية حادة.

• غرس العقل في التربة على عمق 30-50 سم.

• ضغط التربة جيداً حول الساق لتثبيته.

• ري التربة فوراً بعد الزراعة ثم بشكل منتظم كل 3-4 أيام.

• يبدأ التبرعم بعد حوالي أسبوعين، وتبدأ الأوراق بالنمو بعد 3 إلى 4 أسابيع.

التسميد والعناية

التسميد

المورينجا ليست من النباتات المتطلبة للتسميد الكثيف، لكن لتحسين الإنتاجية يمكن اتباع برنامج تسميد منتظم:

الري

• في المراحل الأولى، يحتاج النبات إلى رطوبة معتدلة.

• بعد نمو الجذور وتعمقها، يمكن تقليل الري مرة إلى مرتين أسبوعياً حسب المناخ.

• يجب تجنب التربة الغدقة لأنها قد تؤدي إلى تعفن الجذور.

التقليم

• تقليم الفروع العلوية بعد أن تصل الشجرة إلى ارتفاع 1-1.5 متر لتشجيع التفرع الجانبي.

• التقليم السنوي مهم لتجديد النمو وزيادة الإنتاج.

الآفات والأمراض

تتمتع المورينجا بمقاومة جيدة للآفات، لكن يمكن أن تُصاب ببعض الأمراض والحشرات مثل:

• الذبابة البيضاء والمنّ: يمكن مكافحتها برش نبات النيم أو بخاخ صابون زراعي.

• تعفن الجذور: سببه الري الزائد أو سوء تصريف التربة.

• الفطريات: خاصة في البيئات الرطبة، ويُوصى باستخدام مبيدات فطرية عضوية عند الضرورة.

الحصاد واستخدام الأجزاء النباتية

الأوراق

يمكن حصاد الأوراق بعد 60 إلى 90 يوماً من الزراعة. تُستخدم طازجة أو تُجفف في الظل ثم تطحن للحصول على مسحوق المورينجا.

القرون (السنابل)

تُجمع القرون بعد نضجها (عادة بعد 6-8 أشهر). تحتوي على بذور تستخدم لاستخراج الزيت أو للزراعة.

الجذور

نادراً ما تُستخدم، ولكنها تحتوي على مركبات طبية. لا يُنصح باستخدامها إلا تحت إشراف مختص بسبب احتوائها على مركبات قد تكون سامة بتركيزات عالية.

الجدوى الاقتصادية لزراعة المورينجا

زراعة المورينجا تُعد من المشاريع الزراعية المربحة نظراً لتعدد استخداماتها:

• في التغذية: أوراقها غنية بالبروتينات، الكالسيوم، فيتامين A، وفيتامين C.

• في الصناعات: تُستخدم في صناعة المكملات الغذائية، الشاي، والزيوت.

• في البيئة: تُستخدم كمصدات رياح، وتحسين خصوبة التربة، وتنقية المياه باستخدام بذورها.

إضافة إلى ذلك، فإن المورينجا تُعتبر خياراً مثالياً لمشاريع التنمية الريفية والمزارع العضوية المستدامة، وتفتح آفاقاً واسعة أمام الإنتاج الزراعي ذي القيمة المضافة العالية.

استخدامات المورينجا المتعددة

في الطب الشعبي

• مضادة للالتهابات.

• تخفض سكر الدم والكوليسترول.

• تُستخدم لعلاج الأنيميا وسوء التغذية.

في الطهي

• تُستخدم الأوراق كخضروات مطبوخة أو في الحساء.

• يمكن تجفيفها وطحنها لإضافتها إلى العصائر أو الزبادي.

في الصناعات الزراعية

• تُستخدم في تغذية الماشية والدواجن.

• تدخل في تركيب أعلاف الأسماك.

في التنقية البيئية

• بذورها تُستخدم في تنقية المياه من الشوائب والبكتيريا.

جدول ملخص لزراعة المورينجا

المراجع

1. Fuglie, L.J. (2001). The Miracle Tree: Moringa oleifera: Natural Nutrition for the Tropics. Church World Service.

2. Anwar, F., Latif, S., Ashraf, M., & Gilani, A.H. (2007). Moringa oleifera: A food plant with multiple medicinal uses. Phytotherapy Research.