“بلو كالهون” للكاتب رينولدز برايس هو عمل أدبي استثنائي يأخذنا في رحلة عبر زمن مليء بالعواطف والتحولات. يعتبر رينولدز برايس واحدًا من أبرز كتّاب أمريكا، حيث أشاد به النقاد وأُثنى على أعماله الأدبية منذ صدور روايته الأولى الشهيرة “حياة طويلة وسعيدة” عام 1962. وقد كتب برايس “بلو كالهون” كأكثر أعماله الفنية تأملًا وشغفًا وتنوعًا.
في بداية الكتاب، يجد نفسه بلو كالهون، السرد الرئيسي، مضطرًا لاستعراض ماضيه من منتصف الخمسينيات حتى الوقت الحاضر. كانت الخمسينيات وقتًا حيث كان العالم في نظام، وكان بلو، الذي كان يُلقب بـ “بلوفورد”، أخيرًا في سلام: إذ كان ناجحًا في التغلب على إدمانه للكحول وكان نظيفًا لمدة تسعة عشر شهرًا، وكانت حياته الزوجية والعائلية أكثر رضاءًا من أي وقت مضى، وحتى وظيفته في بيع الآلات الموسيقية كانت الأفضل على الإطلاق.
“ولكن بعد ذلك اليوم الذي سقط علي من سماء صافية كنبع ربيعي، بدون أي تحذير. فقد قطع الأرض من تحت قدمي، وكل شيء من حولي اهتز كما يهز كلب جن جاره الصغير.”
في 28 إبريل 1956، التقى بلو بفتاة تبلغ من العمر ستة عشر عامًا اسمها لونا. وعلى مدى الثلاثة عقود التالية، حمل حبهما عواقب مدمرة – وفي النهاية، ربما تكون شافية – لكل من يعرفهما. يروي بلو تفاصيل السنوات وأحداثها لنا بشغف ورقة، عالمًا تمامًا بالمسؤولية العميقة التي يتحملها.
نص الكتاب يجعلنا شهودًا على قصة ذات أبعاد كلاسيكية، قصة حب ومعاناة، عائلة وصداقة، موت وتجديد. وفي هذا السياق، يبرز برايس كمحكي ماهر يتقن فن تقديم الرواية بأسلوب متقن ومؤثر، يتجنب الكلمات الرنانة ويستخدم لغة تنساب بسلاسة لتحكي القصة بكل عمق وإحساس.
“بلو كالهون” يندرج تحت فئة الأدب الروائي الأدبي، حيث يقدم برايس تحفة أدبية تمتزج فيها العواطف والفلسفة ببراعة. تاريخ نشر الكتاب كان في مايو 1992 عن طريق الناشر سكريبنر، ولا يزال يعتبر من الأعمال البارزة التي تستحق القراءة والتأمل في جمالياتها الأدبية وعمق رسائلها الإنسانية.