“رواية “روسيتي: قراءات من حلقة بالانتين، للكاتبة ديردر مكنامر
تأخذنا هذه الرواية في رحلة عبر عوالم متشابكة من الغموض والحب والخيانة والتغير. إنها قصة فرانسيسكا وودبريدج، التي تخفي حقيقتها تحت وجه مسن في أحد الفنادق المحلية، بينما يعتقد عائلتها أنها في إجازة في اليونان. ترتدي فرانسيسكا شعرًا مستعارًا، وفستانًا، وتمشي بعرج، كل ذلك لتتمكن من الخروج من حياتها لحظة ومراقبتها من بعيد. السبب وراء هذا التزييف ذو وجهين: الخروج من حياتها المعتادة للتأمل فيها من مسافة، ومراقبة حركة الناس في حيها للبحث عن دلائل على الجناة المحتملين في إطلاق النار على زوجها.
منذ تلك الليلة التي أصيب فيها زوجها رين برصاصة مجهولة، شعرت فرانسيسكا بعدم الراحة في زواجهما والغضب من كيفية تغير رين على مر السنين. والآن، كجاسوسة تحت غطاء العجوز على حياتها، تفحص تاريخها بكل صرامة، في بحثها المرير، وأحيانًا المضحك بظلامه، عن الوضوح – من الأيام المثالية في الجامعة عندما وقعت في الحب لأول مرة، مرورًا بالخيبات الهادئة التي جمعت في أعماق روحها، إلى علاقتها العاطفية الحميمة الأخيرة والغير متوقعة مع حديقها الروسي يوري، الذي اختفاءه المفاجئ وغير المبرر يدفعها للتساؤل عن هويتها الحقيقية.
بينما تبحث عن إجابة، تلتقي بأشخاص لم تكن يمكن أن تعرفهم في “حياتها الحقيقية”، وترى أشخاصًا كانت تعتقد أنها تعرفهم بوصفهم غرباءً. وبينما تكشف عن من قام بإطلاق النار على زوجها، تجد نفسها مضطرة لرؤية نفسها بنمط جديد تمامًا، ومفاجئ تمامًا.
تعتبر هذه الرواية، التي نشرتها دار بالانتين للكتب في يوليو 2000، من أعمال الخيال الروائي النفسي التي تجذب القارئ إلى عالم موازٍ، يتنقل فيه بين تفاصيل الحياة اليومية وأسرار القلوب والعقول. تتسم بقدرتها على رسم صورة واقعية ومعقدة للشخصيات، وتقديم دراما مشوقة تنمو مع كل صفحة. تتناول بشكل ملحمي مواضيع مثل الهوية الذاتية، وتغير العلاقات، والبحث عن المعنى في الحياة، وتترك للقارئ التفكير والتأمل في عوالم جديدة ومختلفة، رغم قربها الواضح من الواقع المألوف.
في نهاية المطاف، تظهر هذه الرواية كشكل من أشكال الفن الأدبي الذي يدعو للتأمل والتساؤل، والذي يترك في نفس الوقت أثرًا عميقًا في قلوب القراء، حيث يستمرون في التفكير في معانيها ورموزها لفترة طويلة بعد أن يُغلقوا صفحاتها الأخيرة.