في روايتها البارعة “قبل وبعد”، تقدم روزيلين براون قصة استثنائية تروي صراع عائلة للبقاء على قيد الحياة في زمن الكوارث. يدور الحدث في بلدة صغيرة تدعى هايلاند، وهي نفس البلدة التي كانت خلفية لروايتها السابقة “تندر ميرسيز”. القصة تتركز حول كارولين وبن رايزر وطفليهما جوديث وجاكوب، اللذين انتقلا إلى نيو إنجلاند بحثًا عن راحة الحياة الريفية.
كارولين هي طبيبة أطفال تكرس وقتها وطاقتها لجعل حياة الأطفال صاحية وخالية من الألم. بن هو نحات تتخيل خياله الجامح مخلوقات غريبة ذات دلالات حميدة، تقريبًا توتيمية. جاكوب هو ابنهما البالغ من السابعة عشرة عامًا، يخفي خجله غموضه ودوافعه الداكنة عن والديه. وجوديث هي شقيقته اللا تُنسى، تتساءل عن سرية أخيها وتشك في غموضه وتفكيراته الجنسية، وتشك في غضبه المكبوت.
عندما يأتي رئيس الشرطة لاستجواب جاكوب في إحدى الليالي بشأن قتل صديقته الفتاة بالضرب، يتغير مصير الرايزر إلى الأبد. “قبل وبعد” هي دراما مثيرة حول البحث عن جاكوب، اعتقاله، وسلسلة الأحداث التي تُشغلها جريمة العاطفة الوحشية. إنها قصة تضع الوالدين ضد بعضهما البعض، الأخ ضد الأخت، العائلة ضد المجتمع، الولاء الدموي ضد القانون.
بأذنين ناعمتين للحوار وفهم عميق للشخصيات والدوافع، قدمت روزيلين براون رواية مؤثرة تستفتي الطبيعة الحقيقية للعنف في مجتمعنا وقدرتنا على معرفة أبنائنا حقًا. كتبت ببراعة، وبشفقة وحكمة، تؤكد “قبل وبعد” على سمعة روزيلين براون ككاتبة “تستطيع أن تفعل أي شيء باللغة… تستطيع أن تولد وتقدم خمسة مشاعر في نفس الوقت، وتلقي بسحر وتعاطف على كامل الرواية” (سينثيا أوزيك).