في كتابه السابق الذي حقق نجاحًا كبيرًا، “Who Will Tell the People” و “Secrets of the Temple”، قام ويليام غرايدر بكشف أسرار السياسة الأمريكية والاحتياطي الفيدرالي، مُظهرًا كيف يعملان في كثير من الأحيان ضد مصالح الغالبية. والآن، في كتابه “روح الرأسمالية”، يفحص غرايدر كيف أن أكبر محرك لخلق الثروة في تاريخ العالم يخذل معظمنا، ولماذا يجب تغييره، وكيف بدأ الرعاة الشجعان في تحويله.
لقد وصلت حدّة الغضب العام بسبب الضباط الشركات المنحرفين، ونهب صناديق التقاعد، والاحتيال بحق المساهمين، والتصفية الجماعية للعاملين الجادين، إلى مستويات جديدة. لكن غرايدر يُجادل بأن غضبنا له جذورٌ أعمق، حيث يحلل كيف أن سعينا المتواصل نحو الثراء غير المسبوق قد نُهب على حياة الأسرة، وزلزل من نفوسنا الشعور بالأمن الشخصي والمهني، وأفسد مجتمعاتنا، وأفقر حياتنا الروحية، ودمّر بيئتنا الطبيعية.
الحل، يؤكد، لن يأتي من حكومة ناشطة، أو سياسة الماضي، أو المزيد من التنظيم الحكومي (الرد المعتاد للأحزاب الليبرالية)، ولكن من إعادة توجيه أساسي للقوة، الذي يعدنا بأنه بالفعل قيد التنفيذ على العديد من الجبهات.
“روح الرأسمالية” يُظهر لنا أين نجد الرافعة لتغيير النظام. يظهر الكثير من المصلحين بأشكال مدهشة، من مديري الأعمال المحافظين إلى قادة البلدان الصغيرة، والمناضلين الاجتماعيين والبيئيين، وقادة العمال والفلاحين. يقدم غرايدر العديد من الأمثلة التي تعمل حاليًا – من العمال الذين أصبحوا ملاكًا، إلى صناديق التقاعد التي تسحب استثماراتها من الملوثين، إلى الشركات الصغيرة التي تتعلم كيف تعمل بربحية مع الاهتمام بالموظفين والبيئة، إلى الحكومات التي تقوم بإصلاح أعمالها العامة.
“روح الرأسمالية”، بتصوّره الممتاز والواسع في طموحه، هو أيضًا عملي وعقلاني، حيث يؤكد لنا أحد أكثر المتحدثين الشعبيين بإقناعية أننا لسنا عاجزين. يوضح غرايدر كيف يمكن توجيه الرأسمالية الأمريكية بمزيد من الوفاء والانتظام مع ما يريده الناس وما يحتاجون إليه في حياتهم، مع ما تحتاجه المجتمع الأمريكي لمستقبل صحي ومتوازن وإنساني. يثبت أنه بوسعنا إعادة ابتكار الرأسمالية لتجعلها تعمل لصالحنا.
“روح الرأسمالية” – صلب، عملي، تصوّري، متفائل – يتناول احتياجات الأمة الأكثر إلحاحًا.