في عام 1996، روى الكاتب بول هندريكسون قصة استثنائية تحت عنوان “الأحياء والأموات: روبرت مكنمارا وخمسة أرواح لحرب فقدت”. هذا الكتاب الرائع والمثير، يكشف عن حرب فيتنام كما لم نرَها من قبل، حيث يتناول الأحداث من خلال عدسة اتخاذ القرارات المعقدة والحيوية التي كانت بيد روبرت مكنمارا. يقوم الكتاب بفحص ليس فقط جذور القرارات الحربية – في حياة وشخصية مكنمارا – ولكن أيضًا كيف قلبت هذه القرارات مصائر أربعة رجال وامرأة، الذين، بعد أهميتهم الإنسانية الفردية، يمكن اعتبارهم ممثلين لكل من تورط في وحشية حرب فيتنام.
في ظل ظل مكنمارا الضارب، يتم عرض خمس شخصيات تم جذبها في أعقاب قراراته الحياتية والمميتة بنفس الكثافة والتفصيل. يتناول الكتاب فنانًا ينفجر غضبه المكنوم على عبارة في مياه ماساتشوستس أثناء محاولته قتل مكنمارا، الذي اعتزل الحكومة حينها. ويروي قصة جندي شاب تأثر جسديًا ونفسيًا بالمعركة في فيتنام، وقائمة بعمل تضحيتها بنفسها احتجاجًا خارج البنتاغون. وتظهر ممرضة تحاول بيأس أن تعتقد أن آلامها في فيتنام كانت لقضية جيدة. وأخيرًا، يتناول الكتاب قصة فرد من عائلة في سايغون تم تجنيده، ثم تم التخلي بشكل مأساوي عنه من قبل الأمريكيين.
استغرق كتاب “الأحياء والأموات” أكثر من عقد من الزمن للتحقيق بعناية، ويتميز بكشفه المفصل والمدهش، وفي كثير من الأحيان يتعارض مع النسخة الرسمية للأحداث التي قدمها مكنمارا بنفسه. يدخل القارئ في رحلة تاريخية عميقة، يتعرف فيها على أبعاد مختلفة لحرب فيتنام وتأثيراتها الباقية على الأفراد. يجمع الكتاب تحت فئة التاريخ، ويسلط الضوء على الولايات المتحدة في القرن العشرين. صدر الكتاب عن دار النشر كنوب في سبتمبر من العام 1996، مما أضاف ببصمته إلى سجل الأدب التاريخي الذي يتناول فترة الحرب في فيتنام.