“Cruel and Unusual”: رحلة مشوقة في عالم الجريمة والطب الشرعي
“في وقت ما، يكون الموت هو الحل الأمثل للخروج من كل الأزمات، ولكن هل يمكن للموت أن يكون بداية لمأساة جديدة؟” هذه هي الفكرة المحورية التي يدور حولها الرواية المثيرة “Cruel and Unusual” التي كتبتها الكاتبة الشهيرة باتريشيا كورنول. تم نشر الرواية لأول مرة في يونيو 1993 من قبل دار نشر تشارلز سكريبنر سونز، وهي تنتمي إلى فئة الروايات البوليسية التي تجمع بين عناصر الإثارة والتشويق مع تفاصيل الطب الشرعي.
تبدأ أحداث الرواية مع كلمات مشؤومة كتبها الجاني المجرم رونني جو واديل، الذي كان قد ارتكب جريمة اغتصاب وقتل. “قتلي لن يقتل الوحش”، هذه العبارة التي كتبها واديل قبل أربعة أيام من تنفيذ حكم الإعدام فيه. لكن رغم تنفيذ حكم الإعدام، تظهر بصمات أصابع واديل على مسرح جريمة جديد، وهو أمر غير منطقي لأن الدكتورة كاي سكاربيتا، الطبيبة الشرعية المتخصصة، هي من قامت بتشريح جثة واديل.
تعتبر الرواية جزءاً من سلسلة روايات تركز على شخصية كاي سكاربيتا، وهي طبيبة شرعية ماهرة تواجه تحديات صعبة في كل كتاب. في “Cruel and Unusual”، نرى سكاربيتا تواجه حالة غير مسبوقة من الغموض والخطر. إذا كان هذا يعتبر لعبة ما، فإن سكاربيتا هي الهدف الرئيسي لهذه اللعبة المميتة. وفي حال كان الضحية القادمة شخصاً مقرباً منها، فإن العقوبة ستكون قاسية وغير معتادة، مما يضيف طبقة إضافية من التوتر والإثارة إلى الحبكة.
تستكشف الرواية كيفية تأثير الجرائم على المحققين والضباط الطبيين، وكذلك تعمق في تفاصيل العمل الطبي الشرعي وكيفية استخدام الأدلة لتحديد الجناة. تعكس الرواية بمهارة تفاصيل العمل داخل مختبرات الطب الشرعي، وتوفر معلومات دقيقة حول كيفية جمع وتحليل الأدلة. وتتميز أيضاً بقدرة كورنول على بناء شخصيات متعمقة ومعقدة، مما يجعل القارئ يشعر بالتواصل العاطفي مع الأبطال ويشعر بالقلق حيال مصيرهم.
تتسم كتابة باتريشيا كورنول بالواقعية والدقة، وتتمكن من جعل القارئ يشعر وكأنه جزء من التحقيق، مما يضيف إلى التوتر والاهتمام بالقصة. تدمج الرواية بين الإثارة والرعب والتشويق، وتجعل من الصعب على القارئ التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك. كما أن استخدام كورنول للعلم والأدلة يتسم بالدقة، مما يضفي مصداقية كبيرة على الرواية.
بالمجمل، “Cruel and Unusual” هي رواية بوليسية تأسر القارئ بمزيج من الإثارة والتشويق، وتقدم تجربة قراءة غنية ومعقدة. تعتبر هذه الرواية إضافة قيمة إلى مكتبة محبي الأدب البوليسي والطب الشرعي، وتجسد بمهارة قدرة باتريشيا كورنول على تقديم قصة مشوقة ومثيرة تجذب اهتمام القارئ حتى الصفحة الأخيرة.