في جزيرة ميدوسا، تتجسد قصة رواية “7” للكاتب غازي القصيبي في أجواء من الغموض والإثارة، حيث يتعامل الكاتب ببراعة مع تفاصيل حكاية تجمع بين جلنار، الشخصية الرئيسية، وبين سبعة رجال يأتون إلى الجزيرة بدافع الطمع الشديد بجسد جلنار. تنشأ من هنا مغامرة ليلية فريدة ومثيرة، تتخللها مشاعر متناقضة بين الشخصيات المختلفة.
تتميز رواية “7” بالأسلوب الأدبي الرائع الذي يعتمد عليه القصيبي في سرد الأحداث، حيث يجمع بين جاذبية الأساطير وقوة الشعر، ولكنه يكتشف في نفس الوقت أن الكلمات القديمة قد تصبح ضيقة أمام تدفق عواطفنا المتجددة. يبني الكاتب جسوراً بين الأساطير والواقع، مما يضيف عمقاً إلى طيات الرواية ويجسد صراعاً بين الماضي والحاضر.
تتألق الشخصيات في رواية “7” بتعدد أوجهها، فجلنار تظهر كشخصية قوية وجذابة، تتصدى لتحديات الليلة المثيرة بكل شجاعة وحنكة. أما الرجال السبعة، فيمثلون تشابكاً من المشاعر المتضاربة، حيث يتلاقى الطمع بالضعف والشهوة بالخيبة.
تتنوع مكونات الرواية على مدار 336 صفحة، حيث يتأمل القارئ في أفق الأدب والخيال، ويستمتع بتشويق الأحداث وتعقيداتها المتنوعة. تأخذنا رواية “7” في رحلة فريدة من نوعها، تمزج بين الجمال اللغوي وعمق الفلسفة.
صدرت هذه الرواية الرائعة في عام 1998 عن دار الساقي للنشر والتوزيع، حيث وفرت الناشر غلافًا ورقيًا يعكس جمال الرواية ويستحضر القارئ إلى عالمها الفريد. تأتي الرواية ضمن فئة الأدب والخيال، وتحديداً في قسم القصص.
في الختام، تظل رواية “7” إضافة قيمة لعالم الأدب العربي، حيث تجمع بين الرومانسية والفلسفة بأسلوب مبدع، مما يجعلها تستحق التأمل والاستمتاع العميق.